أما عن شعره فقد عرفته على صفحات البصائر قبل سنوات من لقائي بالشاعر، فقد كان الربيع بوشامة ينظم الشعر في مواضيع وطنية وعربية وأخرى تتعلق بالطبيعة والعلاقات الإنسانية، شعره نظم وقلما يحلق به في أجواء المعاني والصور البيانية أو يبحث فيه عن جمال التعبير وفن القول، ولا شك أنه كان يتذوق الشعر بما حفظ من دواوينه وقرأ لفطاحله، ويبدو أنه كان يميل إلى المدرسة الرومانسية الاجتماعية ولكن بيئة الجزائر الثقافية الخالية عندئذ من النقد الأدبي جعلت توجيه وتقويم الشعراء أمرا غير وارد، وكنت أتبادل معه الرأي في الشعر العمودي الذي يلازمه والشعر الحر الذي بدأت أحاوله وأميل إليه.
ولد الربيع بوشامة في ديسمبر عام ١٩١٦ في قنزات في بني يعلى ولاية سطيف، ومنذ العام السابع من عمره دخل المدرسة القرآنية (الكتاب) والمدرسة الفرنسية، فحفظ القرآن الكريم واحتفل به والده كما جرت عادة أهل المنطقة تيمنا بأن يكون شيخ فقه وعلم، أما في المدرسة الفرنسية فقد أكمل دراسته إلى السنة الأخيرة من المرحلة الابتدائية، ثم تفرغ لدراسة العلوم العربية والإسلامية فدرسها على شيوخ بني يعلى الذين منهم الشيخ سعيد صالحي أحد أعضاء جمعية العلماء البارزين، في هذه الأثناء درس بوشامة النحو والقراءات والتجويد والفقه والتوحيد ..
وخلال الثلاثينات من القرن العشرين وصل إلى بني يعلى إشعاع الحركة الإصلاحية من رافد آخر وهو الفضيل الورثلاني كما وصلتهم مجلة الشهاب وتأثير حركة ابن باديس، وقد بدأ الربيع بوشامة نشاطه بمساعدة شيخه صالحي على التدريس في جامع البلدة، ثم انضم إلى جمعية العلماء واعتنق مبدأها الإصلاحي، وفي سنة ١٩٣٨ أوفدته الجمعية إلى باريس رفقة سعيد صالحي لبث أفكارها في أوساط العمال الجزائريين بعد التحاق الورتلاني بالقاهرة، وقبل