للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كنت قد عرفت بوشوشي قبل ذلك التاريخ، أي سنة ١٩٥٥ عندما كنت أعلم في مدرسة التهذيب التابعة لجمعية العلماء في الأبيار، وكان القسم (الفصل) الذي ألتقي فيه بالأطفال عبارة عن مرأب (قراج) ملتصق بمنزل بوشوشي، وربما هو جزء منه والمتبرع به، وكان منزله في أعالي الربوة المطلة على البحر وجبل بوزريعة وباب الواد على يمين الصاعد في شارع (ريشار ماغي) بالعين الباردة، وقد تعارفنا ولكننا لم نتخالط، وشعرت أنه كان لطيف المعشر متواضعا، وكان يعرف أنني أكتب الشعر أيضا، وكان إذاك رئيسا لتحرير مجلة هنا الجزائر، ولكنه لم يفاتحني في موضوع الكتابة، فكنا نتبادل السلام والمصافحة وبعض كلمات المجاملة إذا تصادف ذلك مع استراحة الأطفال، ويقول محمد ناصر إن بوشوشي نشر شعره أيضا في البصائر والشهاب والثقافة، ولكن شعره يظل قليلا بالنسبة لموهبته، ولعله لم ينشره كله، توفي في فرنسا في يونيو ١٩٧٨، عن ٧٧ سنة (١).

نشر الطاهر بوشوشي (ابن جلا) قصيدة تحدث فيها على لسان المذيع:

أنا المذيع ناء لا تراني ... وتسمع ما يفوه به لساني

وهي قصيدة تأملية طويلة استوعبت صفحتين من المجلة (٢).

وقد نشر ابن جلا نفسه قصيدة أخرى حزينة ربما من وحي الواقع الجزائري عنوانها يدل عليها وهي (قدوم المساء) رغم أنها نشرت في فصل الربيع الزاهي، ولبوشوشي قصيدة أخرى بعنوان السماء، وهي من الشعر الحر طويلة ومتعددة الفقرات (٣)، وله أيضا قصيدة صادقة في رثاء شيخه أحمد بن


(١) محمد ناصر، الشعر الجزائري الحديث، حسب معلومات قدمها له الشاعر نفسه، ص ٦٧٢، انظر أيضا جريدة (ليبرتي) عدد ١٧، يونيو ١٩٧٨، وكذلك مجموعة هنا الجزائر.
(٢) هنا الجزائر ٦١، يناير ١٩٥٨.
(٣) هنا الجزائر ٥٢، يناير ١٩٥٧، ص ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>