حفيد الأمير عبد القادر المكافح في سبيل العزة والحرية والإخاء والمساواة والسلام ... وفي مقدمة الطبعة الثانية أيضا ذكر بوعزيز أن الكتاب يمثل دراسة مبسطة لحياة هذا البطل وكفاحه وأحداثه التاريخية ... قائلا إنه أدخل عليه بعض التعديل وحذف منه ما رآه غير لازم، ولم يسعه الوقت حتى في الطبعة الثانية للتوسع والمزيد (١).
لقد كتب بوعزيز الكتاب بمناسبة الذكرى السادسة والسبعين لوفاة الأمير وذكرى ميلاده السادسة والخمسين بعد المائة، وذكرى مبايعته بالإمارة، ووصف الكتاب بأنه جهد متواضع وعرض موجز لتاريخ الأمير الحربي وسيرته القلمية، كما أنه محاولة لعرض حياته في مختلف مراحلها وأطوارها، وقد شبهه في القيادة والقدرة السياسية بشخصية جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، لكنه اختلف عئهما في أنه قام بالكفاح المسلح، وهو ما لم يفعله الشيخان، واعتبر الأمير من أبطال التاريخ وعظماء الرجال وقادة الفكر، واعترف أن دراسته عنه لم يتوفر لها الوقت الكافي لكي تنضج إذ أنه أعدها في حوالي عشرين يوما فقط! وكان دافعه إلى التأليف في هذا المجال هو إهمال الدارسين لشخصية الأمير (أبو الثورات التحريرية الجزائرية) ومنها ثورة أول نوفمبر ١٩٥٤ التي تعتبر امتدادا لثورته المسلحة، لأن الشعب هو الذي واصلها، وهو عاقد العزم على التخلص من الاستعمار (ص ١١)، ويعود الفضل للأمير في وضع أول دستور لدولة حديثة دامت سبعة عشر عاما، وهي دولة لم يعرف التاريخ العربي الحديث مثلها.
قلنا إن إعداد الدراسة قد تصادف مع إحياء ذكرى وفاة الأمير، كان ذلك على يد جمعية الطلبة الجزائريين التي أحيت الذكرى بالمسرح البلدي في تونس، في مارس ١٩٥٧ وقد حضرت هذه المناسبة شخصيات من جبهة التحرير والعالم العربي، والأمير هو صاحب المقولة (وغايتي القصرى اتحاد الملة المحمدية)