وتعنى خواطر ومشاهدات عابر سبيل، وقد قسمها إلى ثلاثة أقسام: الرحلة إلى بولونيا، وفرصوفيا مدينة المهرجان، وأخيرا من وحي الرحلة، أطلق الشيخ رمضان فيها العنان لقلمه الرومانسي عندئذ ليصف الناس والطبيعة وآثار الحرب العالمية الثانية على بولندا، ونهضتها بعد كل ما جرى لها، مع الحلم بأن تستقل الجزائر أيضا وتنهض وتتمع بالحرية، ولذلك فإن في الرحلة ربطا بين أحداث الثورة (١٩٥٥) وبين مشاعر عابر السبيل وهو في أوروبا يلتقي بشباب العالم المتحرر، وصف رمضان الرحلة بحرا من الجزائر ثم برا إلى بولونيا ابتداء من ٢٥ يوليو ١٩٥٥، وقد سحرته الأجواء الأوروبية من ربيع وشباب وحرية، ومر بأجزاء من إيطاليا والنمسا وبراغ، وخص سويسرا أثناء الرجوع، بوصف جغرافي وتاريخي وكأنها هي المقصودة بالرحلة، وقد دخل منها إلى ليون (فرنسا) ثم توجهوا إلى مرسيليا حيث أخذوا الطائرة عائدين إلى الجزائر، يوم ١٤ أغسطس ١٩٥٥.
اهتم رمضان بالآثار والمعالم، فوصف ما حدث للعاصمة فرصرفيا على يد ستالين وهتلر، ووصف نهر الفستول، وقصر الثقافة ومتحفه وصوره، وفي الرحلة بعض القصائد الجميلة التي تحرك المشاعر ساجل بها صديقه الشيخ هالي، بعض القصائد يحتوي على ١٠٢ بيتا، والظاهر أن رمضان سجل انطباعاته حين كان يقوم بالرحلة ثم حين رجع منها، ولم يحررها إلا خلال السبعينات، ثم نشرها على حلقات في جريدة (الشعب) ابتداء من أول أغسطس ١٩٨٧.
والشيخ رمضان مثقف بالعربية والفرنسية، وله أسلوب عربي متين وجميل، وله عدة مؤلفات شعرا ونثرا، منها ألحان الفتوة، والناشئة المهاجرة (مسرحية)، وقد اهتم بآثار ابن باديس، وبالأدب العربي، وتولى التعليم والتفتيش وتوجيه التعليم في الحركة الإصلاحية، كما تولى إدارة مدرسة دار الحديث في تلمسان سنوات طويلة قبل الثورة، وبعد الاستقلال تولى إدارة التعليم الديني في وزارة الأوقاف، ولا ندري لماذا تأخر في نشر (ارتساماته)