للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه من معلومات حول المؤلف حتى تكتمل الصورة بعض الشيء، (والمختصر المفيد) عنه هو الذي كتبه أحمد الأكحل في صورة تأبين أو خبر وفاة للشيخ ابن الحفاف سنة ١٩٥٧ (١٣٧٦ هـ) فهو عبد الرحمن بن الحفاف حفيد الشيخ علي بن الحفاف مفتي المالكية في القرن الثالث عشر الهجري والمتوفى سنة ١٣٠٧، أما عبد الرحمن فقد توفي عن أكثر من ثمانين سنة، قضى معظمها في المطالعة، وهو من قدماء المدرسة الثعالبية بالعاصمة، وقد دخل سلك القضاء وترقى فيه إلى أن أصبح (باش عدل) أو رئيس العدول في المحكمة المالكية، ولكنه استقال من المنصب وتفرغ للعلم في وضع شبيه بما فعل بعد مالك بن نبي حين تخلى عن وظيفة القضاء وتوجه إلى فرنسا لدراسة الهندسة الكهربائية، كان ابن الحفاف عارفا بالفرنسية والعربية، وكان كثير البحث في الآداب والفلسفة والدين وعلم الاجتماع، وله بالفرنسية عدة كتب.

من مؤلفاته تمهيد لدراسة الإسلام الذي وضعه ليكون دليلا لمن لا يعرف العربية وتاريخ الإسلام من أبناء جلدته، فهو كتاب صغير الحجم في حضارة الإسلام وتاريخه، وقد رد فيه على بعض الشبهات حول الرسول (صلى الله عليه وسلم) وحول الشريعة، ومن مؤلفاته أيضا تاريخ الحروف الهجائية أو تاريخ الأبجدية، ومنها كتاب أصول المدنية (الحضارة) الذي نحن بصدده (١).

هذا الكتاب تتبع فيه المؤلف تاريخ الحضارات القديمة، ومنها الحضارة الفينيقية والحضارة البابلية، وقدم الرأيين القائلين باتصال أو انفصال الحضارات بعضها عن بعض، وانتهى إلى أن الحضارات متصلة وغير مستقلة عن بعضها، مستدلا بما انتهى إليه غوساف لوبون من تواصل الحضارات، فقد كان ابن الحفاف يبحث عن أم الحضارات ما دامت الفروع والامتدادات واحدة، إن الذين يقولون باستقلال كل حضارة راعوا الخصائص المميزة لكل منها، أما الذين يقولون بتواصل الحضارات فنظروا إلى أخذ بعضها عن بعض والخصائص


(١) أحمد الأكحل، هنا الجزائر ٥٤، مارس - أبريل ١٩٥٧ / شعبان - رمضان ١٣٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>