للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قسنطينة وتولى بها القضاء بعد وفاة والده قتيلا بتونس سنة ٩٤١ (١). وهناك تعليق صغير كتبه عمر الوزان على قول خليل (وخصصت نية الحالف) (٢). وكذلك كتب يحيى بن سليمان المعروف بالأوراسي بعض التقاييد. وكان قد تولى الافتاء. والتدريس بقسنطينة كما عرفنا، غير أن اشتغاله بالتصوف ثم لجوءه الى الثورة ضد العثمانيين قد سبب اضطرابا في حياته العلمية (٣).

ومن جهة أخرى قام عبد الرحمن الأخضري بوضع مختصر في فقه العبادات (٤)، وهو المختصر الذي شرحه عبد اللطيف المسبح شرحا كان موضع نقد عبد الكريم الفكون (الحفيد) الذي عمد إلى شرح مختصر الأخضري أيضا. وقد سمى الفكون شرحه (الدرر على المختصر) قائلا عنه (نبهنا على فوائد فيه لم توجد في المطولات، ونكت حسان قل أن تلفى في غير، وتنبيهات وفروع. وربما نبهنا على ما طغى به قلم شارحه المذكور (يعني المسبح). أما شرح المسبح على المختصر للاخضري فلا نعرف عنوانه الآن.

وقد اعتنى الشيخ موسىى الفكيرين القسنطيني بالتوضيح لابن الحاجب خصوصا، فكان له إدراك لأبحاثه حتى قيل إنه كان (آخر مدرس في ابن الحاجب في قسنطينة، لم يدرس فيه أحد البتة (بعده) بل كثر الاعتناء بالمختصر الخليلي) (٥).


(١) (منشور الهداية) ١٢ - ١٥. ضرب أحد الجنود الشيخ يحيى الفكون فقتله وكان ذلك أيام غارة شارلكان على تونس، انظر أيضا ترجمتنا لعبد الكريم الفكون في الفصل ٥ من الجزء الأول. وكذلك (منشور الهداية).
(٢) نسخة منه في مكتبة جامعة برنستون الأمريكية (قسم يهودا) رقم ١٧٨ مجموع.
(٣) (منشور الهداية)، ٢٦ - ٢٨.
(٤) مطبوع في كتيب بالجزائر، ١٣٤٢، ويذكر الجيلالي ٢/ ٣٢٨ أن شرح المسبح على مختصر الأخضري مطبوع بمصر.
(٥) الوزير السراج (الحلل السندسية في الأخبار التونسية) ٢/ ٢٤٨. وقد توفي الفكيرين بقسنطينة بالطاعون سنة ١٩٥٤. انظر عنه أيضا (منشور الهداية).

<<  <  ج: ص:  >  >>