للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هامة لا يشغلها عادة إلا من كان من الفقهاء، ومهما كان الأمر فإن القلعي كان من تلاميذ الملياني ومن علماء القرن العاشر الذين غلب عليهم الميل إلى التصوف.

ولم يؤلف الصباغ القلعي كتاب (بستان الأزهار) فقط. ذلك أن له شرحا في أسماء الله الحسنى، وشرحا آخر في الأذكار، وله أيضا (شفاء العليل والفؤاد في شرح النظم الشهير بالمراد)، وهو شرح على قصيدة إبراهيم التازي المعروفة بالقصيدة المرادية في التصوف أيضا والتي مطلعها:

مرادي من المولى وغاية آمالي ... دوام الرضى والعفو عن سوء أحوالي

وتنوير قلبي بانسلال سخيمة ... به أخلدتني عن ذوي الخلق العالي

وإسقاط تدبير وحولي وقوتي ... وصدقي في الأحوال والفعل والقال (١)

ولكن شهرة الصباغ، الذي ألف أيضا في النحو، قامت على كتابه (بستان الأزهار) (٢)، وهو الكتاب الذي جمع فيه أخبار الملياني من الجيل الذي تلاه، وكان الصباغ فيه لا يكاد يفصل التاريخ والوقائع عن الحكايات والأساطير (٣).

وكان (بستان الأزهار) موضع اختصار لبعض المهتمين بحياة الملياني.

ذلك أن الصباغ القلعي قد أكثر في كتابه من الحشو والأخبار المفصلة فعمد بعضهم إلى اختصاره، وأخذ منه ما يتعلق مباشرة بحياة وسيرة الشيخ الملياني. من ذلك (مناقب أبي العباس أحمد بن يوسف الملياني الراشدي) (٤) وما ذكره صاحب (الإعلام بمن حل مراكش) (٥)، كما قام أحدهم بتلخيصه


(١) عن إبراهيم التازي انظر الفصل الأول من الجزء الأول.
(٢) انظر بروكلمان ٢/ ٣٦٢ عن مؤلفات الصباغ وأماكنها.
(٣) توجد من (بستان الأزهار) عدة نسخ مخطوطة منها اثنتان بالمكتبة الوطنية بالجزائر. انظر أيضا النسخة المطبوعة منه سنة ١٩٢٧ بالجزائر بإشراف الشيخ محمد بن محمد بن عبد الله الهاشمي الذي قابلها على أربع نسخ.
(٤) الخزانة العامة بالرباط، رقم ١٤٢٧ د ورقم ١٤٧١ د. وهو لمؤلف مجهول.
(٥) ج ١/ ١٨٥. وهو عباس بن إبراهيم المراكشي.

<<  <  ج: ص:  >  >>