للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ علي الغربي بقسنطينة في القرن العاشر (١٦ م)، ومع ذلك فقد كان علي الغربي من المفتين والقضاة وأهل الشورى (١)، وقد سبق القول إن يحيى الشاوي قد اضطر إلى مماشاة شيخه عيسى الثعالبي عدة مراحل حتى يتعلم عليه علم المنطق إلى أن حذقه عليه (٢).

ويعتبر عبد الرحمن الأخضري أبرز من ألف في المنطق خلال العهد العثماني، ولم تقتصر شهرة الأخضري على تأليفه هو، نظما وشرحا، ولكن على ما جذب إليه من اهتمام العلماء الآخرين لشرح ودراسة عمله في المنطق، وقد ظلت أعمال الأخضري في هذا الميدان حية ومدروسة إلى هذا القرن، ومن جهة أخرى كان عمل الأخضري في المنطق موضع اهتمام علماء المسلمين في المغرب والمشرق والسودان والهند، كما أنه من الأعمال المطبوعة المتداولة، ومن الواضح أن الأخضري يجيد علم المنطق ولكنه نجح في اختصار قواعده وتوضيحها في متنه المعروف بـ (السلم المرونق)، وفي شرحه الوافي والسهل عليه وهو الشرح الذي أصبح عمدة الأستاذ والتلميذ على حد سواء، وهكذا نجد أنفسنا أمام عمل خالد فرض نفسه على الدراسات المنطقية حوالي أربعة قرون، ومن أواخر من ترجمه ودرسه وقدمه للقراء الأجانب، المستشرق الفرنسي لوسياني في أوائل هذا القرن (٣).

نظم الأخضري وشرح (السلم المرونق) وهو ابن إحدى وعشرين سنة فقط، حسب قوله:

ولبني إحدى وعشرين سنة ... معذرة مقبولة مستحسنة


(١) (منشور الهداية) ٢٩.
(٢) (خلاصة الأثر) ٣/ ٢٤١.
(٣) لوسياني (السلم)، الجزائر، ١٩٢١. وتوجد نسخة من مخطوط السلم في المكتبة الوطنية - الجزائر، رقم ٢٠٦٢، انظر أيضا رقم ٢١٤٤, ٢١٤٥، أما المطبوع فنذكر شرح الدمنهوري عليه، القاهرة سنة ١٨٩٦ مع شرح الأخضري وتعاليق لبعضهم، وكذلك شرح محمد البناني، القاهرة ١٩٠١، مع شرح قدورة. كما طبع منه شرح الباجوري وشرح الملوي، الخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>