للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بوضع عبارة (تقييد) فقط (١)، كما أن أحمد بن العباس الوهراني قد وضع شرحا على لامية الأفعال في التصريف لابن مالك (٢). وكذلك شرح محمد بن يحيى البجائي لامية الأفعال (٣) وناقش الناظم وجاء بآراء النحاة، كما استعمل الإعراب وذكر الشواهد، واللامية المشار إليها هي التي تبدأ هكذا.

الحمد لله لا أبغي به بدلا ... حمدا يبلغ من رضوانه أملا

ثم الصلاة على خير الورى وعلى ... ساداتنا آله وصحبه الفضلا

وبعد فالفعل من يحكم تصرفه ... يحز من اللغة الأبواب والسبلا

ويبدو أن أبا القاسم بن محمد البجائي كان من النحاة التقليديين في القرن الحادي عشر، فقد عاش على الأقل جزءا من حياته في تونس وأخذ بها العلم على علمائها وعلى الوافدين عليها من العثمانيين وغيرهم. ويذكر حسين خوجة صاحب (بشائر أهل الإيمان) أن البجائي قد تولى الخطابة في جامع الخطبة خارج باب الجزيرة بتونس وأنه كان أيضا فقيها ورعا (٤)، والعبارة الأخيرة كانت تطلق على كل العلماء المرضي عنهم في ذلك الوقت، ولو كانوا من النحاة والأطباء، لأن مقياس الإنسان الصالح عندئذ هو الورع والفقه والزهد، ومهما كان الأمر فإن حسين خوجة قد ذكر أن البجائي ألف كتبا، منها شرح شواهد أربعة كتب هي القطر والشذور والمقدمة.

وقد اطلعنا نحن على شرحه على شواهد القواعد الصغرى في النحو لابن هشام الأنصاري، وذكر البجائي في تبريره تأليف هذا الكتاب أنه لم ير من شرح هذه الشواهد فأراد هو أن يشرحها (شرحا يرفع عنها حجابها، ويكشف نقابها، ويذلل صعابها، ويزيل عنها إغرابها، متجافيا فيه عن


(١) المكتبة الملكية - الرباط، ٨٣١٥، ويقع في خمس وستين ورقة.
(٢) نفس المصدر، ٤٢٦٨، ٨٨٤٩، وتوجد قطعة منه أيضا في المكتبة الوطنية. الجزائر، رقم ٢٢٣١ مجموع، وفيه أن اسمه محمد بن العباس.
(٣) المكتبة الوطنية. الجزائر، ٢٢٣١ مجموع، النسخة التي اطلعنا عليها منسوخة سنة ١٠٥٥ وهي في ٢٠ ورقة، وخطها جيد.
(٤) (بشائر أهل الإيمان)، المكتبة الوطنية - الجزائر مخطوط رقم ٢١٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>