للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجد لي بما أرجوه منك فإنني ... رأيتك كنزا للذخائر يقصد (١)

أما أحمد الغزال فقد مدح شيخه أحمد بن عمار، وكان الغزال قد جاء في سفارة إلى الجزائر موفدا من قبل السلطان عبد الله للتوسط بين الجزائر وإسبانيا، وذلك سنة ١١٨٢، وكان الغزال أيضا شاعرا ودبلوماسيا لأن سلطان المغرب كان قد أرسله أيضا في سفارة إلى إسبانيا، والغزال هو صاحب الرحلة المعروفة (نتيجة الاجتهاد في المهادنة والجهاد) (٢)، وقد اتصل الغزال بعلماء الجزائر، وعلى رأسهم أحمد بن عمار الذي كان عندئذ ذائع الصيت موفور القدر. وقيل إن الغزال حضر عليه درسا في الحديث بالجامع الكبير فارتجل قصيدة في شيخه:

روينا الأحاديث الألى ورثوا العلا ... قديما ففازوا بالثناء المؤبد هلموا إلى مأوى المفاخر والعلا ... هلموا إلى الأسمى ابن عمار أحمد بوالده دينا وعلما قد اقتدى ... لقد جد نجل كان بالأب يقتدي

وقد جاء فيها على الخصوص:

فما سمعت أذني ولا العين أبصرت ... شبيها له غربا وشرقا بمعهد (٣) ومن هذا نعرف مكانة ابن عمار من رجل طوف كثيرا وخبر العلماء شرقا وغربا، كما نعرف منها الإشارة إلى أن ابن عمار قد اقتدى بوالده في

العلم والدين.

وعندما اطلع محمد بن الشاهد على قصيدة الغزال في ابن عمار كتب


(١) محمد داود (تاريخ تطوان) القسم الأول، المجلد ٣، تطوان، ١٩٦٢ ٨٩ - ٩٠. والظاهر أن ابن علي كان يطلب في البيت الأخير الإجازة من الورززي.
(٢) طبعت بالعرائش سنة ١٩٤١.
(٣) أبو القاسم الحفناوي (تعريف الخلف) ٢/ ٣١٤، وقصيدة الغزال في عشرين بيتا، والغالب أنه قد ارتجل بعضها فقط وكتب الباقي فيما بعد، وفي (المجلة الإفريقية) ١٩٦١، ٤٥٦، أن الغزال قدم إلى الجزائر سنة ١١٧٩ (١٧٦٦)، أما المهدي البوعبدلي فيذكر أنه جاء سنة ١١٨٢، انظر (الثغر الجماني)، ٧٦ المقدمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>