للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التلمساني (١). وقد سمى منظومته (المراصد) لأنه قسمها إلى أربعة مراصد وخاتمة. ويبدو أنها نظم عادي رغم مكانة ناظمها كأستاذ صاحب شهرة واسعة. وقد جاء فيها ما يلي:

وهكذا الجوهر والمقدار ... والشكل والظلمة والأنوار

وقال قوم ما هنا تفصيل ... فللوجود بهما شمول

فكل موجود به تعلقا ... لكن بأمر زائد افترقا

والنسخة التي اطلعنا عليها مبتورة من الأول ولذلك لم نعرف ديباجة المؤلف فيها ولم نعرف أيضا ماذا تناول في المرصد الأول والثاني. أما المرصد الثالث فهو (في أفعاله تعالى) والرابع (في الرسالة وما أخبرت به) (٢). أما صاحب (البستان) فقد سمى هذه المنظومة بالمنظومة الكبرى وقال إنها تقع في أكثر من ألف وخمسمائة بيت. وقد ذكر له في ترجمته عددا آخر من المؤلفات لا تخرج عن الفقه وأصوله والفتاوى وعلم الكلام (٣). ويبدو أن ابن زكري كان مستقل الرأي بين معاصريه فقد ذكر له ابن مريم بعض المواقف التي تدل على ذلك، ومنها أنه كان يرد على محمد السنوسي بعض آرائه كما كان هذا يرد عليه. فإذا عرفنا أن السنوسي كان إماما معترفا له بالعلم والورع أدركنا أن ابن زكري لم يكن يقلد الناس في هذا الاعتراف. ولعل هذه العلاقة بين الرجلين هي التي منعت محمد السنوسي من وضع شرح على (المراصد) شبيه بالشرح الذي وضعه على منظومة الحوضي ومنظومة الجزائري وغيرهما.


(١) ترجمته في (البستان) ٣٨ - ٤١. وبناء عليه فإن ابن زكرى قد توفي سنة ٨٩٩ أو ٩٠٠ وله جامع في تلمسان يعرف بجامع ابن زكرى، وقد وقفت عليه وقفية كبيرة سنة ١١٥٤، ولابن زكرى عدة مؤلفات مذكورة في ترجمته. انظر أيضا (دوحة الناشر) لابن عسكر الترجمة الفرنسية، ٢٠٥. ولابن زكرى رجز سماه (محصل المقاصد) شرجه الورتلاني سنشير إليه في الفصل الثاني من الجزء الثاني، ولا ندري إن كانت (منظومة المراصد) هي نفسها (محصل المقاصد) أو هما عملان مختلفان.
(٢) الخزانة العامة بالرباط ك ٣٢٨٧. وهي في ٢٥ صفحة.
(٣) (البستان) ٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>