للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله أن يقول، أي: من الدعاء والثناء بالأسماء وفي رواية (ق ٩١٨) مبارك بن فضالة فقال: هل من سمن فقال أبو طلحة: قد كان في العكة شيء فجاء بها فجعلا يعصرانها حتى خرج، ثم مسح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القرص فانتفخ وقال: "بسم الله" فلم يزل يصنع ذلك، والقرص ينتفخ حتى رأيت القرص من الجفنة يتسع وفي رواية النضر بن أنس: فجئت بها ففتحتها رباطها ثم قال: "بسم الله اللهم أعظم فيها البركة" فعرف بهذا المراد بقوله فقال فيها ما شاء الله أن يقول ثم قال أي: النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي طلحة أو لأنس: "ائذن لعشرة"، فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا، ثم خرجوا، ثم قال "ائذن لعشرة"، فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا، تم خرجوا، تم قال: "ائذن لعشرة"، فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا، ثم خرجوا، ثم قال: "ائذن لعشرة"، فأذن لهم حتى أكل القوم كلهم وشبعوا، وهم سبعون أو ثمانون رجلًا رواه البخاري ومسلم.

وفي رواية لمسلم أنه قال: "ائذن لعشرة" فدخلوا فقال: "كلوا وسموا الله تعالى"، فأكلوا حتى فعل ذلك ثمانين رجلًا ثم أكل النبي - صلى الله عليه وسلم - وأهل البيت وترك سئورًا أي: بقية، وهو بالهمزة وقد يبدل، وفي رواية للبخاري: قال: "أدخل علي عشرة" حتى عد أربعين، ثم أكل النبي - صلى الله عليه وسلم - فجعلت أنظر هل نقص منها شيء، وفي رواية يعقوب: أدخل علي ثمانية، فما زال حتى دخل ثمانون، ثم دعاني ودعا أمي وأبا طلحة فأكلنا حتى شبعنا انتهى.

وهذا يدل على تعدد القصة، فإن أكثر الروايات فيها أنه أدخلهم عشرة عشرة سوى هذا قاله الحافظ ابن حجر قال: وظاهر أنه - صلى الله عليه وسلم - دخل منزل أبي طلحة وحده وصرح بذلك في رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى ولفظه: فلما انتهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الباب فقال: "اقعدوا" ودخل وفي رواية يعقوب عن أنس فقال أبو طلحة: يا رسول الله إنما هو قرص! فقال: "إن الله سيبارك فيه"، وفي رواية: فقال أبو طلحة: يا رسول الله، إنما أرسلت أنسًا يدعوك وحدك ولم يكن عندنا ما يشبع من أرى، فقال: "ادخل، فإن الله سيبارك فيما عندك".

قال العلماء: وإنما أدخلهم عشرة عشرة والله أعلم؛ لأنها قصة واحدة لا يمكن الجماعة الكثيرة أن تقدروا على التناول منها مع قلة الطعام فجعلهم عشرة عشرة لينالوا من الأكل ولا يزدحمون.

قال محمد: وبهذا كله نأخذ, أي: لا نعمل إلا بما رواه إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضي الله عنه ينبغي للرجل أن يجيب الدعوة العامة ولا يتخلف

<<  <  ج: ص:  >  >>