للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١١٩ - قال محمد: أخبرنا سفيانُ بن عُيينةَ، عن منصور بن المعتمر، عن أبي وائِل، قال: سئل عبد الله بن مسعود عن القراءة خلف الإِمام فقال: أنصت، فإنَّ في الصلاة شُغْلًا، وسيكفيك ذلك الإِمامُ.

• قال محمد: أخبرنا، وفي نسخة: محمد قال: ثنا، رمزًا إلى حدثنا سفيانُ بن عُيينةَ، تابعي جليل، روى عن: الأعمش والثوري، والشافعي وأحمد، كان في الطبقة الخامسة من أهل مكة، ومات بمكة، بالحجون في رجب من سنة ثمان وتسعين ومائة، كما قاله محمد بن أحمد بن الذهبي الشافعي في (الكاشف) (١) وابن حجر (٢).

عن منصور بن المعتمر، عن أبي وائِل، تابعي كبير كوفي، كثير الحديث، ثقة حجة، روى عن خلق كثير من الصحابة منهم: عمر وابن مسعود، وكان خصيصًا به (٣)، قال: سئل عبد الله بن مسعود عن القراءة خلف الإِمام فقال: أنصت، أي: جوابه اسكت، ولا تقرأ خلف الإمام؛ فإنَّ في الصلاة شُغْلًا، بضمتين وسكون، وقد يفتح فيسكن أي: اشتغالًا للبال في تلك الحال مع الملك المتعال، يمنعها القيل والقال، سيكفيك ذلك وفي نسخة: ذاك، أي: أمر القراءة، وفي نسخة: وسيكفيك بالواو، الإِمامُ، أي: بناء على أن قراءته تقوم مقام قراءة المأموم، وإنما لم يقرأ المؤتم، سواء كانت الصلاة جهرية أو سرية، لقوله تعالى في سورة الأعراف: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: ٢٠٤].

وقد روى البيهقي عن أحمد بن حنبل، أنه قال: أجمع الناس على أن هذه الآية في الصلاة (٤).


(١١٩) أخرجه: عبد الرزاق في مصنفه (٢٨٠٣)، والطبراني في الكبير (٩٣١١) (١٠٤٣٥)، والبيهقي في الكبرى (٢٧٢٦)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ٢١٩).
(١) انظر: الكاشف (١/ ٤٤٩).
(٢) انظر: التقريب (١/ ٢١٧).
(٣) انظر: التقريب (١/ ٢٤٥).
(٤) انظر: القراءة خلف الإمام (ص: ١١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>