للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣١ - أخبرنا مالك، أخبرنا ابن شهاب الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أدرك من الصلاة ركعة، فقد أدرك الصلاة".

قال محمد: وبهذا نأخُذُ، وهو قولُ أبي حنيفة.

• أخبرنا مالك، وفي نسخة: محمد قال: ثنا، رمزًا إلى حدثنا، وفي نسخة أخرى: محمد أخبرنا مالك؛ أي: ابن أنس بن عامر بن عمير الأصبحي من كبار أتباع التابعين، من الطبقة السابعة من الطبقات السبعة من أهل المدينة، كما قاله أبو الفرج بن الجوزي، من علماء الحنابلة في (طبقاته) (١).

أخبرنا ابن شهاب؛ أي: الزهري، وفي نسخة: أخبرني بالإِفراد، وفي نسخة أخرى: عن ابن شهاب، وهو محمد بن مسلم بن (ق ١٢١) شهاب الزهري، يُكنى أبا بكر من الطبقة الرابعة، من الطبقات السبعة من أهل المدينة، قال مالك بن أنس: أدركت فقيهًا محدثًا غير واحد قيل: من هو؟ قال: ابن شهاب الزهري.

وقال أيوب: ما رأيتُ أحدًا أعلم من الزهري. وقيل لعراك بن مالك: من أفقه أهل المدينة؟ قال: أما أعلمهم بقضايا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقضايا أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، وأكثرهم فقهًا وأعلمهم بما مضى من أمر الناس.

قال عمرو بن دينار: ما رأيتُ أحدًا أهون عليه الدينار والدرهم من ابن شهاب، وما كانت عنده إلا مثل البعوضة، وكان يعطي من سأله، حتى إذا لم يبق معه شيء تسلف من أصحابه، فلا يزالون يسلفونه حتى إذا لم يبق معهم شيء، تسلف من عبيده؛ فيقول: أي فلان، أسلفني وأضعف مالك، كما تعلم فيسلفونه، كما قاله أبو الفرج ابن الجوزي في (طبقاته) (٢).


(١٣١) أخرجه: البخاري (٥٨٠)، ومسلم (٦٠٧)، وأبو داود (٤١٢)، والترمذي (١٨٦)، (٥٢٤)، والنسائي (٥١٥)، وابن ماجه (١١٢٢)، وأحمد (٧٢٤٢)، والدارمي (٧١٧٥)، ومالك (١٥).
(١) تقدم.
(٢) انظر: صفة الصفوة (٢/ ١٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>