للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتجلي بمشاهدته والتعذي بمعارفه وقرة العين بمحبته والاستغراق في مناجاته، وهذا الغذاء أعظم من غذاء الأجساد ومن له أدنى ذوق وتجربة يعلم استغناء الجسم لغذاء القلب والروح عن كثير الغذاء الجسماني. كذا نقله علي القاري عن السيوطي.

* * *

٣٦٨ - أخبرنا مالك، أخبرني أبو الزِّنَاد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إياكم والوِصَال، إيَّاكم والوِصَال"، قالوا: فإنَّك تُواصِلُ يا رسول الله، قال: "إني لستُ كهيئتكم؛ إني أَبِيتُ يُطْعِمُني ربي ويَسْقِيني، فاكلَفُوا من الأعمال ما لكم به طَاقَةٌ".

قال محمد: وبهذا نأخذ، الوِصَال مكروه، وهو أن يواصل الرجل بين يومين في الصوم، لا يأكل في الليل شيئًا، وهو قولُ أبي حنيفة والعامَّة.

• أخبرنا مالك، ابن أنس بن عمير بن أبي عامر الإِمام الأصبحي، نسبة إلى مالك ذي أصبح من ملوك اليمن، كان في الطبقة السابعة من أتباع التابعين من أهل المدينة، كانت في الإِقليم الثاني من الأقاليم السبعة، وفي نسخة: محمد قال: بنا، رامزًا إلى أخبرنا، أخبرني بالإِفراد أبو الزِّنَادِ، بكسر الزاء المعجمة والنون والدال المهملة بينهما ألف وهو عبد الله بن ذكوان القرشي المدني، ثقة، فقيه، في الطبقة الخامسة من طبقات التابعين من أهل المدينة، مات سنة ثلاثين ومائة، وقال بعض المؤرخين: بعدها كذا قاله ابن حجر (١) عن الأعرج، كان اسمه عبد الرحمن بن هرمز، ويكنى أبا داود المزني مولى ربيعة بن الحارث، ثقة ثبت عالم، من الطبقة الثالثة من أهل المدينة، من التابعين مات سنة سبع عشرة ومائة في الهجرة (٢) عن الأعرج، عن أبي هريرة، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إياكم والوِصَال،


(٣٦٨) أخرجه: البخاري (١٨٥٦)، ومسلم (١١٠٣)، وأحمد (٧١٢٢)، والدارمي (١٦٥٥)، ومالك (٦٥٧)، وابن حبان (٣٥٧٦)، وعبد الرزاق في مصنفه (٧٧٥٤)، وابن أبي شيبة (٢/ ٤٩٦)، وأبو يعلى (٦٠٨٨)، والبيهقي في الكبرى (٨٤٥٨) من حديث أبي هريرة.
(١) انظر: التقريب (١/ ٢٨٧).
(٢) انظر: التقريب (١/ ٣٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>