للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المهلب: كانوا في الجاهلية قد ألفوا قلة التنظيف فأمروا بالوضوء مما مسته النار، فلما تقررت النظافة في الإِسلام وشاعت نسخ الوضوء تيسيرًا على المسلمين.

وقال النووي: كان الخلاف بين الصحابة والتابعين فيه معروفًا ثم استقر الإِجماع على أن لا وضوء مما مسته النار، إلا لحوم الإِبل. فقال أحمد بالوضوء منه لشدة زهومته، واختاره ابن خزيمة وغيره من محدثي الشافعية.

قوله: زهومته، أي: دسومته أو منتنة ريحه، كما قاله الزرقاني.

* * *

٣٠ - أخبرنا مالك، حدثنا زيد بن أسْلَمَ، عن عطاء بن يَسَار، عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكل جَنْب شاة، ثم صلى ولم يتوضأ.

• محمد قال: أخبرنا، وفي نسخة: ثنا بدل حدثنا، وفي نسخة: قال: ثنا رمزًا إلى حدثنا، وفي نسخة أخرى: أنا بدل أخبرنا مالك، حدثنا زيد بن أسْلَمَ، العدوي مولى عمر يكنى أبا عبد الله وأبا أسامة المدني، ثقة، عالم، كان يرسل وكان في الطبقة الثالثة من طبقات التابعين من أهل المدينة، مات سنة ست وثلاثين ومائة، عن عطاء بن يَسَار، بلفظ مولى ميمونة أم المؤمنين، ومن التابعين المشهورين بالمدينة المكثرين للرواية، عن ابن عباس، كان في الطبقة الثانية من طبقات صغار التابعين من أهل المدينة، مات سنة سبع وتسعين وله أربع وثمانون سنة. عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكل جَنْب شاة، وفي (الموطأ) لمالك، في رواية ليحيى أكل كتف شاة، والكتف بفتع الكاف وكسر التاء المثناة والفاء: نهاية الذراع عنه ظهر، وفي رواية للبخاري: معرفة، أي: أكل ما على العرق بفتح المهملة وسكون الراء، وهو العظم، ويقال له أيضًا: العُراق بالضم، أفاد القاضي إسماعيل أن ذلك في بيت ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، وهي بنت عم النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويحتمل أنه كان في بيت ميمونة.


(٣٠) أخرجه: البخاري (٢٠٧)، ومسلم (٣٥٤)، وأبو داود (١٨٧)، وأحمد (٢٤٠٢)، ومالك (٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>