للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التدريس منذ ١٨٣٠. كان هؤلاء في مدينة الجزائر قد عانوا أكثر من غيرهم، ربما لمواجهتهم الاحتلال في عنفوانه وقبل أن يختار للجزائر النموذج الذي ستعيش عليه. أما الآخرون من المدرسين فقد كان عليهم أن يسيروا في المسار وأن يطبقوا ما فعل زملاؤهم.

من أبرز المدرسين أوائل الاحتلال في مدينة الجزائر محمد بن الشاهد، ومحمد بن العنابي، وعلي المانجلاتي، ومحمد السفار، ومصطفى الكبابطي. وتلا هؤلاء جيل آخر مثل حميدة العمالي وعلي بن الحفاف وعبد القادر المجاوي. وكان بعض هؤلاء يجمعون بين التدريس في المساجد وفي المدارس الرسمية الثلاث.

وقد تناولنا حياة بعضهم في دراسات خاصة فليرجع إليها من شاء (١). وقد بكى ابن الشاهد، وهو المفتى والمدرس، ما آل إليه أمر التدريس والعلم في العشرية الأولى من الاحتلال فقال:

ولثم درس العلم والجهل عسعس ... ونادى بتعطيل العلوم عن النشر

كان هؤلاء وأمثالهم من فحول العاصمة، لم ينقطع منهم سند العلم الذي أخذوه عن كبارهم بالإجازة والدرس والحضور وليس بالسماع، كما صار الحال فيما بعد. فقد درس كل من ابن العنابي وابن الأمين وحمودة المقايسي في الأزهر ثم رجعوا إلى بلادهم للتعليم والإجازة فيه. وكان حمدان خوخة ممن انتصب للتدريس (حسب رواية عمر راسم) (٢) وسافر طويلا في البلاد الإسلامية والأوربية، وكانت له معارف واسعة.


(١) انظر (رائد التجديد الإسلامي، ابن العنابي) ط ٢، ١٩٩٥ و (قضية ثقافية بين الجزائر وفرنسا: موقف ابن الكبابطي ١٨٤٣) في أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر، ج ٢. وعن محمد بن الشاهد انظر (تجارب في الأدب والرحلة)، ١٩٨٣.
(٢) أخذ محمد علي دبوز، نهضة ١، عن كراسة بخط عمر راسم فيها تراجم بعض الجزائريين، ومنهم حمدان خوجة.

<<  <  ج: ص:  >  >>