الشرعية - الفرنسية الثلاث. ولا شك أن تحرر أفكار ابن الخوجة وقلمه وفصاحة لسانه كانت تخدم هذا الاتجاه الفرنسي الجديد. ولكن بعض الجزائريين، مثل عمر راسم، كانوا يرون فيه داعية إصلاح وأبا لنهضة، فهو من مستوى عبد القادر المجاوي والشيخ أطفيش المعاصرين له، رغم صغر سنه نسبيا، إذ توفي عن خمسين سنة فقط (١).
٧ - الحفناوي بن الشيخ: خلافا لزميله محمد بن مصطفى خوجة. كان الحفناوي بن الشيخ يمتاز بعدة أمور، منها أنه ابن بادية، ثم انتقل إلى الحاضرة، وأنه تعلم في الزوايا ثم لدى الفرنسيين، وأنه جمع إلى التحرير في المبشر التدريس في الجامع الكبير، ثم أنه تولى الفتوى المالكية وطال عمره حتى نضج بل هرم.
ولد بقرية الديس قرب بوسعادة سنة ١٨٥٠. وكانت المنطقة عندئذ ما تزال تحت تأثير ثورة الزعاطشة، التي أدت إلى احتلال بوسعادة ونواحيها وانتصاب المكتب العربي بها (الإدارة الفرنسية الجديدة)، ونفي أبرز الشيوخ الذين أيدوا الثورة مثل محمد علي بن شبيرة وأخيه. ولم تكن زاوية الهامل قد تأسست بعد. والزاوية المعروفة والقريبة عندئذ هي زاوية علي بن عثمان
(١) هناك عدة مصادر رجعنا إليها حول ابن الخوجة. منها تقارير المفتشين ويليام مارسي، وديستان، وسان كالبر، وبعض هذه التقارير ضاعت منا سنة ١٩٨٨، ولم نستطع تعويضها. ومن الأوراق الباقية الأرقام التالية: أرشيف ايكس (فرنسا) ٤٧ H ١٤، (١٩٠٥ - ١٩٠٦)، و (١٢/ ٩ - ١٩٠٧)، و ١٩١٤، ١٩١٥، ١٩١٧، كذلك زوزو (نصوص)، مرجع سابق، ص ٢٢٥، ودبوز، نهضة، ١/ ١٢٨ - ١٣٢ سيما ما نقله عن (تراجم بعض أعلام الجزائر) لعمر راسم. انظر أيضا رسالة الباحث عبد المجيد بن عدة (مظاهر الإصلاح)، معهد التاريخ، جامعة الجزائر. وتوجد مؤلفات ابن الخوجة في رقم ٨١ H ١٠ بأرشيف ايكس (فرنسا). وسنتناول مؤلفاته في جزء آخر.