للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توفي الشيخ الحفناوي بمسقط رأسه الديس، سنة ١٩٤٢ عن أكثر من ٩٥ سنة. ولعله عجز وتقاعد قبل تاريخ الوفاة. ولقد عاش أحداثا جساما مرت بالجزائر، وتداول عليها عدد من الحكام والقيادات الجديدة. وقد عاش حتى رأى سقوط فرنسا سنة ١٩٤٠. ترى هل غير رأيه فيما كان يقول ويكتب في بداية القرن؟ (١) إن كل كتاباته المعروفة إنما ظهرت بين ١٩٥٥ - ١٩١٥. فلماذا توقف قلمه بعد ذلك؟ وهل دون به ما لم يصلنا؟.

٨ - عبد الحليم بن سماية: من أسرة علمية بالعاصمة. كان أبوه علي بن سماية من المدرسين في مدينة الجزائر مدة طويلة، وكان أيضا من محرري جريدة المبشر (٢). ولد عبد الحليم في ١٥ يوليو، ١٨٦٦، حوالي نفس التاريخ الذي ولد فيه معاصره وبلديه محمد بن مصطفى خوجة. ولعل لكليهما أصولا عثمانية بالمصاهرة أو بارتباطات أخرى. يبدو أنه درس في مدرسة الجزائر الشرعية - الفرنسية بعد إصلاحات ١٨٧٧، وهي التي كان والده أستاذا بها. فهو يحسن الفرنسية أيضا، وفي نفس الوقت تمكن من اللغة العربية والعلوم الإسلامية. فهو من ذلك الجيل الذي درس في المدرسة بعد فرنستها بقرارات شأنزي، على ما نعتقد. ونعرف أيضا من مصادر مختلفة أنه زار بلاد الشام، ولعله أدى فريضة الحج، وانتقل إلى تونس حيث أقام أياما من أجل أخذ الإجازة عن أحد العلماء وهو: محمد بن عيسى الجزائري


= في مجلة كلية الآداب، ص الجزائر ١٩٦٤. ولنفس المؤلف أيضا بحث عن المؤرخين العرب (الجزائريين) في المجلة الإفريقية R.A، ١٩. انظر أيضا ورقة للباحثة رقية شارف، قسم الماجستير ١٩٩٣، معهد التاريخ، جامعة الجزائر. انظر فصل التاريخ والتراجم لاحقا.
(١) شارك الحفناوي أيضا ببعض المحاضرات في الجمعيتين الرشيدية والتوفيقية أوائل هذا القرن. انظر كتابنا (الحركة الوطنية)، الجزء ٢ ط ٤.
(٢) من الرسائل التي ضاعت منا سنة ١٩٨٨ رسالة حررها بأسلوب جيد وإداري علي بن سماية يشكو فيها حاله إلى السلطات الفرنسية ويذكر فيها عدد السنوات التي قضاها بالمبشر. وقد ذكره إيميل ماسكري في كتابه (رؤى أفريقية) وتعلم العربية على يده ونوه به.

<<  <  ج: ص:  >  >>