تخرجه منها عين إماما لجامع سيدي إبراهيم الغريب بتلمسان. واستمر في هذه الوظيفة ثماني سنوات. وقد بلغ ٤٥ سنة فقط سنة ١٩٠٥، وحصل على وسام (نيشأن) أكاديمية، سنة ١٩٠٣. وحكم المفتش بيل على طريقته في التدريس بأنها حسنة.
ولكن هذا الحكم أخذ يتغير بالتدرج. ففي تقرير سنة ١٩٠٧ أن المدرس علال محمد ليس له سوى ثلاثة تلاميذ، من بينهم أحد أبنائه. ولم يذكره بيل بالاسم هذه المرة، وإنما وجدناه هو نفسه (علال محمد) في تقرير سنة ١٩١٢. وقال بيل أن تلاميذه لا يعرفون الفرنسية. ونصح بأن يرسل المدرس أبناءه إلى المدرسة الابتدائية الفرنسية. وفي تقرير ١٩١٥ اقترح بيل زيادة راتب علال محمد من ٩٥٥ ف إلى ١٢٠٠ ف للمرة الأولى.
وفي تقارير لاحقة (١٩٢٢) وجدنا مدرس مستغانم قد تغير فأصبح هو السيد العرفاوي. فهل توفي الشيخ علال محمد أو انتقل إلى مكان آخر؟ وحكم صاحب التقرير على العرفاوي بأنه غير أهل للتدريس. ولذلك جاء في تقرير سنة ١٩٢٣ أنه قد أحيل على الإيداع وعين مكانه السيد الحاج حمو عبد القادر في ٣٠ إبريل ١٩٢٣ (١). ويبدو أن هناك عبثا قد حصل في هذه الدروس لاختلاف التصورات منها. وحين زار المفتش بيل هذا المدرس المبتدئ (قال عنه متربصا) وجده أيضا غير قادر على أداء مهمته، فلامه على ذلك. ولكن المدرس الشاب لم يحتمل اللوم فأرسل رسالة احتجاج ذكر فيها أنه لم يأت لتدريس الأبجدية التي هي من شأن المدارس القرآنية، كما قال. ولم يكن المفتش بيل، وهو من هو في منطقته وفي منطقه الاستعماري، ليسكت على هذا التحدي لصلاحياته، فأرسل يطلب من الحاكم العام توبيخ المدرس وعقابه على عدم الانضباط وعدم القيام بمهمته
(١) في عدة مراجع أن الحاج حمو عبد القادر هو المؤلف عبد القادر فكري. وسنجد اسم هذا بين المؤلفين الأولين بالفرنسية. وقد توفي سنة ١٩٥٣. انظر عنه جان ديجو Jean de Jeux (بيبلوغرافية منهجية. ونقدية للأدب الجزائري باللغة الفرنسية) ١٩٤٥ - ٩٧٧ ١، الجزائر ١٩٧٩، ص ١٧ - ١٨.