للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطيب الطيبي في وادي الزناتي في ٣٠ يناير، ١٩٠٥. فلم يتحدث المفتش عن سيرته طويلا، واكتفى ببعض اللقطات منها. فتلاميذه حوالي ٢٥، ولا نعرف إن كانوا صغارا أم كبارا، من أهل الدرس العام الاختياري أو الخاص الإجباري حسب البرنامج. وقد لاحظ موتيلانسكي أن هذا المدرس ليس له شهادة من المدرسة الشرعية الرسمية (١)، فهو إذن من المتعلمين الأحرار.

وقد أكمل تقرير سان كالبر معلوماتنا عن هذا المدرس. فقال أنه في الأربعين من عمره سنة ١٩٠٧، وأنه من مواليد البرج (بوعريريج)، وكان قد تلقى دراسته في زاوية بني يحى ناحية آقبو، على يد الشيخ الهادي (؟).

وشارك في امتحان المدرسين بقسنطينة فنجح فيه، وهكذا سمى بعده بوادي الزناتي في السنة المذكورة (١٩٠٥). وقد ذكر لنا سان كالبر أن للشيخ حوالي ١٨ تلميذا تتراوح أعمارهم بين ١٥ و ٥٠ سنة. وكان الشيخ الطيبي يطبق البرنامج الرسمي، وله بعض الكتب من الإدارة ومن البلدية، ولكنه لا يستعمل السبورة. ولا يخرج درسه عن الفقه والنحو والتوحيد والحساب والمطالعة (٢).

ثم تبدلت الأيدي على وادي الزناتي. ففي سنة ١٩١٣ نجد المدرس هو محمد بن الطاهر بن زراق. وكان تعريفه في التقرير مختصرا، فهو فقط مدرس ناجح في مهمته وله تأثير على السكان، ومتواضع، أما تلاميذه فعددهم ٣٩، بعضهم فقط من الابتدائيين - المدرسة الابتدائية الفرنسية (٣). ولم نستطع أن نعرف السيرة العلمية لابن زراق. وفي تقرير آخر يرجع إلى سنة ١٩١٧ أصبح المدرس في وادي الزناتي هو السيد الجنيد (أحمد مكي؟). فإذا كان المقصود به الجنيد أحمد مكي، فسيرته معروفة من كتاب (شعراء الجزائر)، ولكننا لا نملك تقرير المفتش عنه، ولا عن سلفه


(١) تقرير موتيلانسكي، سنة ١٩٠٥، مرجع سابق.
(٢) تقرير سان كالبر، ١٩٠٧، مرجع سابق.
(٣) تقرير سان كالبر، ١٩١٣، مرجع سابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>