للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن زراق (١). ونفهم من تقرير دورنون سنة ١٩٢٢ إن الجنيد ظل مدرسا في وادي الزناتي إلى هذه السنة، ثم تعين لإدارة إحدى المدارس بموريطانيا.

بسكرة: لم يفتش موتيلانسكي مدرس جامع بسكرة سنة ١٩٠٥ لضيق الوقت وانشغاله بمهمات أخرى، ثم أدركته الوفاة كما أشرنا. ولكن المفتش الجديد، سان كالبر، ترك لنا تقريرا عن المدرس في بسكرة سنة ١٩٠٨، وهو الشيخ محمد بن بلقاسم خمار، ونفهم من التقرير أن الشيخ خمار قد تعين مدرسا هناك سنة ١٨٩١، وهي السنة التي جندت فيها السلطات الفرنسية عددا من المدرسين. وقد ساق السيد سان كالبر معلومات هامة عن الشيخ خمار. فقد تجاوز الخمسين من عمره، وكان يعاني من مرض دائم في عينيه، وله مكتبة شخصية متنوعة وكبيرة. وهو محب للكتب وبستعملها لمراجعة دروسه، وكان يدرس نفس المواد المنصوص عليها في البرنامج (النحو والفقه والأدب، والحساب والتوحيد)، ولكن الكتب التي يرجع إليها في ذلك تختلف وتزيد عن المتعارف عليه. وكانت له شهرة كبيرة بين الناس كعالم كرس جهذه للتعليم، وله سيطرة تامة على تلاميذه. وكان الشيخ خمار يدرس في ناحية قداشة في قاعة صغيرة أرضها من الطين Argile وسماؤها مفتوحة. فهو بعيد عن مركز بسكرة، ولذلك لا يحضر إليه أهل المدينة لبعد مكان الدرس.

كان درسه ست مرات في الأسبوع. وتلاميذه حوالي ٢٠ وليس منهم


(١) كتب الجنيدي (الجنيد؟) أحمد مكي سيرته بنفسه في كتاب شعراء الجزائر، ط. ١٩٢٧. وبناء على تقرير المفتش دورنون سنة ١٩٢٢ أن الجنيد أحمد مكي قد عين منذ شهر فبراير من هذا العام مديرا لمدرسة بوتليميت في موريطانيا، منتدبا لمدة ثلاث سنوات. وبناء على التقرير فإن تعيينه بوادي الزناتي كان سنة ١٩١٧. انظر تقرير دورنون سنة ١٩٢٢، مرجع سابق. عن الجنيد أحمد مكي انظر أيضا فصل الاستشراق.

<<  <  ج: ص:  >  >>