للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي نهاية العام الدراسي تقام حفلة التخريج. والشيخ الرئيسي هو وحده الذي يختار من ينجح ومن يعيد السنة ومن ينتقل إلى مستوى آخر. وهو يأتي معه بقرطاس (ورقة) مستطيل طوله حوالي ٥٠ سنتم. ويضرب به رأس التلميذ الناجح. وتدوم الحفلة طول النهار وجزءا من الليل، وتقرأ الفاتحة قبل وبعد توزيع شهادات النجاح. وكل تلميذ يحتفظ بهذه الشهادة مدى الحياة. والشيخ الرئيسي أيضا هو الذي يعين المعيدين والمحضرين والمبتدئين للسنة الموالية. ويقضي التلاميذ مع أهاليهم شهرا أو شهرين، وهي العطلة السنوية. وعند افتتاح السنة الجديدة يعطى للتلاميذ الناجحين، سواء كانوا من زوايا القرآن أو من زوايا الفقه، نفقة أو كمية من الدراهم لشراء اللحم للطلبة الذين سيعلمونهم.

وأبرز زوايا (معمرات) الفقه هي:

١ - زاوية آيت الحاج.

٢ - زاوية آيت سيدي محمد أو الحاج، في آيت محمود.

٣ - زاوية آيت عمر، في تمازيرت ببني ايراثن.

٤ - زاوية الشرفة.

٥ - زاوية القواضي.

٦ - زاوية جمعة الصهريج، في آيت فراوسن.

وسواء كانت زوايا القرآن أو زوايا الفقه، فليس هناك سن معينة لدخول الزوايا، وهي حوالي ١٤. أما مدة الدراسة فتتراوح بين ٥ و ١٠ سنوات. وتكون عادة أطول في زوايا القرآن منها في زوايا الفقه. وإذا لم يكن للتلميذ عائلة قريبة منه، فإنه يقضي بالزاوية شطرا طويلا من حياته. وهناك من تتقدم به السن حتى يصل إلى الهرم ثم يموت، ومع ذلك يظل اسم (الطالب) لاصقا به ما دام في الزاوية (١).

لم يسلم تعليم الزوايا كلها من النقد سواء من حيث سعة البرنامج


(١) هانوتو ولوتورنو، مرجع سابق، ص ١١٢ - ١١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>