للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الهدف من التربية والتعليم في هذه المدرسة هو (تهذيب الأخلاق)، وتثقيف الأفكار بالكيفية المستعملة بالمشرق، وهذا يدل على تأثر المخططين لهذا النوع من التعليم بتجربة المشرق في التعليم العربي الإسلامي على أسس حديثة، كما ذكرنا. وتهتم الجمعية ومدرستها بالمواسم الدينية، وهي عيد الفطر (سبعة أيام دون الجمعة والاثنين)، ومثله عيد الأضحى، وخمسة أيام للمولد النبوي، ويومان لعاشوراء، أما الراحة الأسبوعية فالجمعة والإثنين. وقد ختمت الدعوة بهذه العبارات الدالة على المشروع والهدف منه، وهي: (أملنا أن تشاركونا في مشروعنا الخيري الجليل، ألا وهو خدمة الدين والوطن وبث اللغة العربية) (١).

بعد حوالي سنتين من إنشائها أخبر الشيخ المدني أن في مدرسة الشبيبة حوالي مائتي تلميذ. وكانوا بين بنين وبنات. وكان فيها على الأقل أربعة مدرسين نعرف منهم عندئذ: محمد العيد (المدير) والشيخ عبد الرحمن الجيلالي، والشيخ محمد الهادي السنوسي، وآخر لا نعرف اسمه، حسب بعض الصور. وقد وصف الشيخ الجيلالي بأنه مدرس القسم الابتدائي والشيخ السنوسي بأنه مدرس القسم العالي (٢). ويبدو أن الذين وضعوا برنامج مدرسة الشبيبة الحرة وضعوه على نمط المدرسة الشرعية الرسمية بالجزائر ذات القسمين أيضا (الثانوي والعالي). ونعلم من بعض المصادر أن مكان مدرسة الشبيبة كان يقع فوق حديقة مرنقو، قرب ضريح الشيخ الثعالبي، وهي


(١) نص الدعوة أو الرسالة مطبوع في كتاب محمد بن سمينة (محمد العيد آل خليفة)، الجزائر، ص ١٥٩، تاريخ الرسالة ٧ جوان (يونيو) ١٩٢٧. عن الشبيبة انظر أيضا خطاب الشيخ الطيب العقبي في جريدة (الأمة) لأبي اليقظان، ١٥ ديسمبر ١٩٣٦.
(٢) المدني (تقويم المنصور)، مرجع سابق. يقول هذا المصدر أن الحكومة العامة كانت تقدم مساعدة مالية سنوية لمدرسة الشبيبة. كانت لهذه المدرسة سمعة خاصة حتى عند الشرطة الفرنسية. وأذكر أنني عندما كنت معلما في مدرسة الثبات بالحراش (قرب العاصمة) شتاء ١٩٥٤ - ١٩٥٥ داهمنا البوليس ليلا وسألونا، أنا وزميلي الأزهاري، عن عملنا ومكانه. فقلنا لهم إننا معلمون في مدرسة الشبيبة فتركونا في حالنا بينما الواقع أننا كنا نعلم في إحدى مدارس جمعية العلماء التي لا ترضى عنها الشرطة.

<<  <  ج: ص:  >  >>