للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونلاحظ أن هناك مؤسسات تعليمية أخرى أنشئت لأطفال الأوروبيين سنة ١٨٤٨ وتسمى المخيمات الزراعية، وكانت تضم في تلك الفتوة بين ٢٠٠٠ و ٣٠٠٠ تلميذ.

ويثبت إحصاء سنة ١٨٥٢ أن عدد التلاميذ قد وصل سنة ١٨٥١ إلى ١٢.٧٦٦، وأن حوالي نصفهم من البنات (٦.٥٠٤). كما أثبت هذا الإحصاء أن عدد المدارس الابتدائية قد وصل سنة ١٥٥١ إلى ٢٢٣ مدرسة. بينما كان العدد ٥٢ فقط سنة ١٨٤٥. بالإضافة إلى ٣٠ ملجأ جمع فيه ٢.٠٧٣ تلميذ من الجنسين وذلك سنة ١٨٥١. وهناك أيضا مدارس الكنائس الكاثوليكية والبروتيستانتية، والمدارس المسماة الفرنسية - الإسرائيلية (١). ومعنى هذا أن التعليم الابتدائي الفرنسي كان في نهضة وازدهار، وفي تقدم مستمر. وكان يجد الدعم من السلطات العسكرية والمدنية على السواء. كما يجد المال لبناء المدارس وتجهيزها، وتحضر له البرامج وتشرف عليه المصالح المعنية بعناية فائقة.

يقول السيد لوروى بوليو سنة ١٨٨٦ إن كل واحد يعرف أن التعليم مزدهر في أوساط المستوطنين. فالجزائر الأوروبية تقع في الصف الأول من كل البلدان بالنسبة للحضور في المدرسة الابتدائية. وقد لاحظ نفس الكاتب، وهو بصدد المقارنة، أن فرنسا لم تقم بأي شيء جدي لتعليم الجزائريين رغم أنها قد تسلطت عليهم منذ خمسين سنة (٢). إن التعليم الابتدائي الفرنسي قد ازداد انتشارا بعد انتشار الاستعمار في البلاد وحصول الآلاف من الأروبيين على الأرض الخصبة التي أقاموا عليها القرى وأقاموا بها واستثمروها لصالحهم. وكان ذلك بعد احتلال زواوة سنة ١٨٥٧ وأثناء العهد المسمى بعهد التهدئة. وزاد ضغط المدنيين على العسكريين في الجزائر فحصلوا من الحكومة على القوانين الاندماجية التي تجعلهم يعيشون وهم في الجزائر


(١) انظر السجل (طابلو)، ١٨٥١ - ١٨٥٢، ص ١٩٥.
(٢) لوروي بوليو (عن الاستعمار)، باريس، ١٩٠٢، ص ٢٩٢، ٢٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>