للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اعتبره البعض فتحا جديدا في ميدان التعليم الأهلي بالجزائر (١). واشترك فيه رجال أمثال فونسين، Foncin وبويسن Bouisson ورامبو. وقد صنف المرسوم المدارس الأهلية إلى ثلاثة أصناف:

١ - مدارس رئيسية يشرف عليها معلم فرنسي.

٢ - مدارس تحضيرية يتولاها مساعدون أو ممرنون جزائريون.

٣ - مدارس طفولة - بين ٣ - ٨ سنوات، من الجنسين تشرف عليها معلمات فرنسيات أو معلمات جزائريات.

ونص هذا المرسوم كذلك على عدة أمور أخرى منها، أن أبناء الجزائريين في المدن التي يقطنها الأوروبيون سيسمح لهم بدخول المدارس الفرنسية بنفس الشروط مع تطبيق مبدإ إجبارية التعليم الابتدائي للبنين من الجزائريين، إذا رأى الحاكم ذلك، ونص على إنشاء شهادة الدراسة الابتدائية الخاصة بأبناء الجزائريين. لكن أين المدارس؟ أين الميزانية؟ لذلك فإنه يمكن القول إن المرسوم قد بقي حبرا على ورق يرجع إليه الباحثون ليتعرفوا على (نوايا) بعض الفرنسيين ثم يتوقفون. وقد صدق السيد (فونسين) عندما أعلن أن فرنسا حصدت ما زرعت. ولكن كلامه يجب أن يسري على العهد الفرنسي كله وليس على فترة معينة فقط. في ١٨٨٤ ألقى فونسين محاضرة بمقر الجمعية التاريخية علق فيها برأيه حول اللغة الفرنسية في الجزائر فقال: (إننا لم نحصد من العالم الأهلي الجزائري سوى حصاد ضئيل جدا - لماذا؟ لأننا بذرنا بيد شحيحة حبات قليلة سقطت بطريق الصدفة أو المغامرة) (٢)، ولعل رأيه هذا يذكرنا برأي دوطوكفيل سنة ١٨٤٨،


(١) نوه به إيمانويل بوجيجا كثيرا وكذلك السيدة كولونا.
(٢) نقل ذلك بوجيجا، مرجع سابق، ص ٥٦. وقد اعتبر جان ميرانت أن مرسوم ١٨٨٣ قد وضع التعليم الأهلي الابتدائي على أسس جديدة تماما، وأنه تجديد مخلص، ولكنه جاء قبل الأوان وكان غير ناضج، وكانت نتائجه ضحلة. أما بوجيجا فقد امتدح المرسوم، وجاء فشله في نظره من كونه مرسوما بدون مال وبدون ميزانية حكومية، فلم تبن المدارس. انظر ميرانت ٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>