السيد بيرنار بالطبع سعيدا بالنتيجة، لأن ثلاثين ألف طفل جزائري أصبحوا يتلقون تعليما فرنسيا، وهم سيحملون إلى ذويهم بعض الأفكار الفرنسية ومناهج وحضارة فرنسا، وسيصبحون، في نظره، زبائن جاهزين للتجارة الفرنسية، واحتياطيين للتأثير الفرنسي (هكذا يرى الفرنسيون رسالحهم في الجزائر).
لكن الجميع اصطدموا بضعف الميزانية التي يدفع المواطن الجزائر أغلبها، ومع ذلك لا ينال منها عشر ما يناله منها الكولون الذين يدفعون إليها أقل منه. لقد بدأ التعليم الأهلي بداية ملفتة للنظر ثم أخذ يتدهور نتيجة ضعف الميزانية وقلة القروض. حماس في البداية ثم تردد وتراجع. كان مقرر الميزانية سنة ١٨٩٣ هو شارل جونار الذي سيصبح حاكما عاما في الجزائر، بعد عشر سنوات. وبناء على تقريره فإن ميزانية التعليم الأهلي (١٨٩٣) هي ما يلي:
٥٠.٠٠٠ فرنك = للدراسة في المعاهد والثانويات الفرنسية (في شكل منح)
٦٢١.٠٠٠ فرنك= للصرف على مختلف أوجه التعليم الابتدائي (بناء المدارس، ورواتب المعلمين).
٥١.٠٠٠ فرنك - من أجل المدارس الحكومية الثلاث (فرنكو - إسلا مية).
المجموع: ٦٢٢.٨٥٠ فرنك، (ويضاف إليها بعض القروض التي تعطى للبلديات لبناء المدارس)(١).
ولكن هذا البرنامج قد واجه معارضة وعراقيل. فقد كان ينص على إنشاء ٦٠٠ مدرسة خاصة بالأهالي، خلال عشر سنوات. وكان أصحاب هذا البرنامج يظنون أنها مدارس كافية لاستيعاب الأطفال الذين في سن المدرسة،
(١) شارك تيار (الجزائر في الأدب ..)، مرجع سابق، ص ١٦٠. وقد عرفنا أن البلديات كانت لا تبني المدارس وتصرف مخصصات التعليم الأهلى على المدارس الفرنسية.