في الجزائر، وهو ما لم يدركه الفرنسيون إلا في وقت لاحق، وإلى انتظام ميزانية التعليم إلى حد كبير، فإن بوجيجا يذكر فضلا آخر، ولكنه ينسبه إلى جهود ثلاثة رجال عاصروا هذه المرحلة. فمنذ ١٩٠٩ استحدث وظيف جديد يسمى المفتش العام للمدارس الأهلية بجانب مدير التربية (الريكتور). فكان المفتش يساعد المدير في مهمته. وقد تولى منصب المفتش على التوالي منذ إنشائه: جورج مارسيه، ثم هيرلوك (١٩١٣)، ثم جاكار. وفي سنة ١٩٣٦ تولاه دوماس. وإلى هؤلاء يرجع الفضل، في نظر بوجيجا، في جعل المدارس واسعة وسهلة البناء. وهكذا أصبح بإمكاننا أن نقدم بعض الإحصاءات لفترة العشرينات والثلاثينات لنفهم من خلالها مدى التقدم الذي حصل من جهة ومدى الحاجة إلى المزيد من جهة أخرى. ذلك أن عدد السكان الجزائريين كان يفرض مضاعفة العدد الموجود من المدارس والأقسام. ونحن نعرف أن مدارس الحركة الإصلاحية في هذه الفترة، كانت تنافس المدارس الفرنسية عددا وعمرانا، وهي تعتبر مدارس خاصة وحرة.
في ١٩٢٦ بلغ عدد الأقسام ١.٠١٨ قسما للبنين، في كل قسم حوالي ٤٣ تلميذا. وبلغت نسبة الحضور ٩٠%. وعدد التلاميذ الإجمالي بلغ ٤٣.٣١٨ وتشير الإحصائية إلى زيادة ١، ٢١١ تلميذ على سنة ١٩٢٥.
أما سنة ١٩٢٦ فقد كانت هناك ٥١٩ مدرسة تضم ١.٠٣٣ قسما، بمجموع ٤٥.٠٠٠ تلميذ يترددون على المدارس (الأهلية). وهناك ٩، ٠٠٠ تلميذ يترددون على المدارس الأوروبية في أقسام خاصة تسمى (ملحقات) الأهالي.
وفي سنة ١٩٣٣ هناك ٥٧٠ مدرسة للجزائريين تضم ١.٥٠٦ أقسام، ويتردد عليها ٥٦.٣٣٠ تلميذا. وقد ثبت أن التلاميذ (الحاضرين) في المدارس العمومية بلغ ٤٠.٨٦٦ وفي المدارس الخصوصية ٦٦٣، فالجملة ٤١.٥٢٩ تلميذا (١).
(١) بوجيجا، مرجع سابق، ٦٣ - ٦٤. لاحظ بوجيجا أن الفرنسيين اهتموا منذ الثمانينات من القرن الماضي بالتعليم في زواوة خاصة، وقال إن المدارس الابتدائية قد بلغت =