للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التوحيد، وأصول الشريعة الإسلامية، والأدب العربي ثم البلاغة والمنطق. وأما مواد الحضارة الفرنسية فهي تاريخ هذه الحضارة، وعناصر القانون الفرنسي والتشريعات الجزائرية. وإلى جانب ذلك هناك درس في علم الصحة يلقيه طبيب على التلاميذ (١). فأنت ترى أن الازدواجية اللغوية والثقافية كانت لطبع البرامج المدرسية مع تغلب الفرنسة لوجود السيادة وحضور الكولون والتأثيرات الاجتماعية.

وإذا أكمل التلميذ الست سنوات يحصل على شهادة تسمى (دبلوم الدراسات العليا). وهي التي تؤهله للوظائف العليا المنصوص عليها. أما برنامج الامتحانات فيخضع لموافقة الحاكم العام بعد اقتراح من مدير التعليم (٢) .. وقد أصدر الحاكم العام جول كامبون في ٢٩ يوليو ١٨٩٥ قرارا يقضي بأنه ابتداء من أول يناير ١٨٩٨ لن توظف حكومته في مجالات القضاء (العدالة) والديانة الإسلامية إلا من كان متخرجا (من مدارسنا). والمقصود بها هذه المدارس الشرعية التي نحن بصددها. وقد ألح الحاكم العام على ذلك تفاديا، كما قال، لتوظيف أناس لم يتخرجوا من مدارس فرنسية بل جاؤوا من (زوايا سرية) أو تعلموا في الخارج تعليما بعيدا عن الروح الفرنسية (٣). وهو هنا يعني الجزائريين الذين تخرجوا من الزوايا أو ذهبوا للدراسة في المغرب أو تونس أو الأزهر بعد عجزهم عن إيجاد معهد يقبلهم في بلادهم.


(١) سنعرف أن بعض الأطباء الجزائريين، مثل الدكتور الطيب مرسلي في قسنطينة، وبريهمات في العاصمة، هم الذين كانوا يقدمون هذا الدرس. كما ظهرت بعض التآليف في هذه الأثناء تتحدث عن علم الصحة، وهي بدون شك تخدم هذا البرنامج ومن وحي هذه الظروف.
(٢) جول كامبون (حكومة الجزائر العامة)، الجزائر، ١٩١٨، ص ٥٤ - ٥٥. انظر أيضا أرشيف إيكس (فرنسا) ٦١ H ١٠.
(٣) جول كامبون، من خطبة له ألقاها (تقرير) عن الوضع العام في الجزائر أمام المجلس الأعلى للحكومة، انظر مجلة إفريقية الفرنسية. A.F. (أبريل ١٨٩٦)، ص ١٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>