للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكليات، وأن بعضهم قد نجح في امتحان الليسانس (١). وقد جاء في أحد التقارير لسنة ١٩٣١ أن الفرنسيين يعتبرون المدارس الثلاث كليات فرنسية - إسلامية بالنظر إلى برنامجها، وهي كليات للتعليم الأهلي بالنظر إلى تلاميذها، وأن إطارها هو تعليم (عالي) إسلامي وتعليم (ثانوي) فرنسي (٢). وهذا كله يدل على الذبذبة التي عليها الذهن الفرنسي إزاء الجزائريين، وهي ذبذبة تقوم على عدم الإقرار بالمساواة البشرية والحضارية. وحتى بالنسبة للشهادة التي تمنحها المدارس الشرعية كانت تضاف إليها دائما عبارة خاصة، وهي (بالمدرسة) أي شهادة الدراسات (بالمدرسة) ودبلوم الدراسات العليا (بالمدرسة)، خوفا من أن تختلط بالشهادات الفرنسية العادية (٣).

وقد استمرت الدراسة على هذا النحو في المدارس الشرعية - الفرنسية إلى ١٩٤٤. حين تحولت إلى ثانويات ذات مستويين (متوسط وثانوي)، بينما تحول القسم العالي التابع لمدرسة الجزائر سنة ١٩٤٦، إلى معهد للدراسات الإسلامية العليا لإعداد المدرسين ورجال الديانة. وقد بلغ عدد طلبة التلاميذ في المدارس الثلاث سنة ١٩٥٠، ٢٨٩. أما في سنة ١٩٥١ فقد أصبحت المدارس الثلاث ثانويات (ليسيات) فرنكو - ميزولمان/ فرنسي - إسلامي: اثنتان في العاصمة، وواحدة في قسنطينة والرابعة في تلمسان، وأصبحت مهمة المدارس هي التحضير للباكلوريا، وبلغ عدد تلاميذها سنة ١٩٥٣، ٤٣٠ تلميذا (٤).

وقبل أن نختم الحديث عن المدارس الشرعية نشير إلى أنه قد أنشئ بمدرسة الجزائر قسم تجاري سنة ١٩٠٨. وكان ذلك باقتراح من المفتش


(١) ميرانت (كراسات ...)، مرجع سابق، ٨٨.
(٢) أرشيف إيكس (فرنسا)، ٦١ H ١٠.
(٣) من سيرة مالك بن نبي نعرف الكثير عن وضع المتخرجين من المدارس الشرعية لامكانات العمل المحدودة أمامهم. وهو نفسه كان قد تخرج من مدرسة قسنطينة التي أمضى فيها أربع سنوات، وبعد أن عمل فترة في سلك الترجمة والقضاء، ذهب إلى فرنسا للدراسة في الكهرباء (بعد أن عجز عن دخول مدرسة اللغات الشرقية). انظر مذكراته.
(٤) آجرون (تاريخ الجزائر المعاصر)، ج ٢، ص ٥٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>