للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حساب القيم الأخرى (١) وبالإضافة إلى مدرسة الجزائر أنشئ فرع لها في مدينة قسنطينة.

لم يتحقق الغرض حينئذ من دمج المعلمين الجزائريين انطلاقا من مدرسة ترشيح المعلمين. فقد بقي العدد محدودا جدا بشكل ملفت للنظر. ثم جاءت قرارات ١٨٧١ التي ألغت المدارس العربية - الفرنسية عدا القليل الذي بقي في المناطق العسكرية، ولم يحدث تغيير في هذا النطاق إلا سنة ١٨٨٢ حين تأسست دروس (cours) خاصة بترشيح المعلمين الأهالي وألحقتا بمدرسة الجزائر وقسنطينة. ثم انتقلت مدرسة الجزائر بدورها سنة ١٨٨٦ إلى بوزريعة فانتقل الدرس الملحق معها أيضا (٢). أما القسم الفرنسي من المدرسة المذكورة فقد سار عاديا منذ نشأته، إذ استمر في تخريج المعلمين للمدارس الفرنسية/ الفرنسية دون الحاجة إلى المرور لا بالدروس ولا بالفرع الخاص الذي سنتحدث عنه. إن الخصوصيات لا تأتي إلا مع الجزائريين. وكانت مدة الدراسة للمعلمين الأهالي سنتين ولكنها منذ ١٨٩٢ أصبحت ثلاث سنوات، كما ألغيت دروس مدرسة قسنطينة سنة ١٨٨٧ وبقيت فقط دروس مدرسة الجزائر. وإذا لم يجد المعلم (التلميذ) المتخرج مكانا يعلم فيه فإنه يبقى سنة رابعة تحت التدريب.

ولدخول الدروس الخاصة في مدرسة بوزريعة لا بد من المشاركة في مسابقة خاصة أيضا. وكانت المسابقة تجري في الولايات الثلاث. وكانت كل دفعة تضم حوالي عشرين مترشحا، لكن العدد كان يتناقص حتى أن بعض الدفعات لم تزد عن عشرة (سنة ١٨٩٧) وعن ثمانية فقط سنة ١٨٩٩). وكان على هؤلاء التلاميذ أن يحضروا شهادة الأهلية (البروفي) بحضورهم للدروس الخاصة في مدرسة ترشيح المعلمين. وهم يحصلون على هذه الشهادة عادة


(١) بيلي (عندما أصبحت ..) مرجع سابق، باريس ١٩٨١، ٢٨٤. الواقع أنه منذ ١٨٣١ أعلن المستشرق جومار jomard عن ضرورة نشر الحضارة الفرنسية في الجزائر عن طريق المدرسة.
(٢) كانت مدرسة ترشيح المعلمين الأولى في جهة مصطفى باشا (أول ماي حاليا).

<<  <  ج: ص:  >  >>