للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرنك. وهي تزداد كل سنة، وكانت بالطبع توضع في خزينة الدولة الفرنسية التي كانت ممثلة في خزينتي الولاية والبلدية. فماذا خصصت هاتان الخزينتان لميزانية التعليم؟ لقد قدره السيد لويس فينيون بـ ٧٩.٠٠٠ فرنك فقط، وقد لاحظ في نفس الوقت مدى الفرق بين المدفوع والمصروف، وأظهر أن هناك تضحية كبيرة من جانب الأهالي، ولكن بدون تعويض. وطالب بما أسماه بعمل عادل في الموضوع رغم أنه كان ضدهم سياسيا وحتى عنصريا. كما حذر من أن الجزائريين يرسلون أولادهم إلى الزوايا التي كانت تعلم في نظره القرآن والكراهية للاحتلال الفرنسي، ومن رأيه أن المتخرجين سيصبحون عندئذ أنصارا للطرق الصوفية. وطالب بضرورة تعليمهم الفرنسية وتخصيص ميزانية للتعليم تقدرب ٢١٩.٠٠٠ فرنك لسنة ١٨٨٧. ومن رأيه أنه كان على الجزائريين جميعا أن يتكلموا الفرنسية كما يتكلمها الفلاحون الفرنسيون (١).

لقد نصت ميزانية وزارة التعليم سنة ١٨٨٦ على تخصيص مبلغ ٤٥.٠٠٠ ف لتقديمه (معونة) لبلديات الجزائر لتشجيع التعليم الابتدائي عند الأهالي. ووافقت (بعض) البلديات في نفس الوقت على تغطية مصاريف التعليم مؤقتا. ومن نتيجة ذلك بناء ١٩ مدرسة أهلية (قسما؟) وقد بلغ الصرف عليها ٣٤.٠٠٠ ف. وبذلك يصبح مجموع الصرف هو ٧٢، ٠٠ ٧٢ ف. ومن جهة أخرى طلبت الحكومة من البرلمان رفع المعونة (وهي ٤٥.٠٠٠ ف) إلى ٢١٩.٠٠٠ ف. لتوجيهها إلى التعليم الأهلي، وقد تحصلت فعلا على المبلغ (٢). ولكن البلديات الأخرى رفضت تخصيص المبلغ المالي السنوي للمدارس الأهلية تحت عدة دعاوى، منها أن لدى الأهالي عددا كبيرا من المدارس القرآنية (الكتاتيب) وهذا يكفيهم، ومنها أن


(١) كل هذه الآراء تدل على أن هدف فرنسا هو جعل الجزائريين (يتكلمون) الفرنسية، فكل ما سمي (بالمهمة الحضارية) كان يتمثل عند الفرنسيين في تحريك اللسان بالفرنسية وليس التثقف بها. ولكنهم كانوا متناقضين مع أنفسهم فهم من جهة يحبون لغتهم ومن جهة أخرى يبخلون عنها ببعض الفرنكات.
(٢) لويس فينيون (فرنسا في شمال إفريقيق)، مرجع سابق، ٢٦٠ - ٢٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>