للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالتمثيل السياسي لإسماع صوتهم فلم يستمع أحد إلى مطالبهم. وظلت قضية ميزانية التعليم جزئية من بين القضايا الكبرى التي كان يعاني منها الجزائريون لتتخلى الدولة الفرنسية عنها، تاركة الحبل على الغارب. ولم يتغير هذا الوضع إلا بعد الحرب العالمية الأولى. وقد صدق جورج مارسيه عندما قال سنة ١٩٠٨ إن ترك البلديات تقرر مصير التعليم للأهالي منتقذ بأن الحكومة العامة، وهي التي تمثل الدولة الفرنسية، قد ظلت غريبة عن تعليم الأهالي وتكوينهم المعنوي والعقلي. ولهذا كاد تعليمهم أن يكون مستقلا عن الحكومة العامة (١).

إن الميزانية التى أعدها جونار سنة ١٨٩٣ قد تضمنت مخصصات التعليم الأهلي وهي: ٦٢٢.٨٥٠ فرنك، موزعة على المنح الدراسية في الثانويات: ٥٠.٠٠٠ ف والصرف على أوجه التعليم الابتدائي الأهلي: ٦٢١.٠٠٠ ف، وللمدارس الشرعية - الثلاث، والمنح التابعة لها: ٥١، ٨٥٠ ف.

وكان مقررا حسب برنامج ١٨٩٢ بناء من ٦٠ إلى ٨٠ قسما (فصلا) دراسيا كل سنة، ويعني ذلك زيادة ميزانية التعليم الابتدائي سنويا إلى حوالي ١٥٠.٠٠٠ ف. للموظفين، وحوالي ٤٠٠.٠٠٠ ف. لبناء المدارس. لكن لأسباب مختلفة، كما قال مارسيه، لم تتواصل هذه الخطوة، بحيث كانت ميزانية بناء المدارس ٢٦٥.٠٠٠ ف. فقط بين سنوات ١٨٩٥ و ١٨٩٩، ثم انخفضت إلى ٢١٥.٠٠٠ فقط سنة ١٩٥٥. وأثناء منح القروض (١٨٩٢ - ١٨٩٤) بنيت مدارس ابتدائية في مدن وهران والجزائر وقسنطينة وعنابة وفي البلديات المختلطة بمنطقة زواوة، وهي المنطقة التي اقترح لوبورجوا التركيز عليها خلال الثمانينات (٢). لكن القرض انخفض كما لاحظنا من ٤٠٠.٠٠٠ ف إلى ٢١٥.٠٠٠ ف. ويمثل تاريخ ١٩٥٥ نشأة


(١) مارسيه، (مؤتمر ...)، مرجع سابق، ١٨٥.
(٢) ويقول ميرانت (كراسات ...)، ص ٨٤، إن الدولة الفرنسية بنت على نفقتها ثماني مدارس ابتدائية عمومية في منطقة زواوة بناء على مرسوم ٩ نوفمبر ١٨٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>