للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في بني كومي، والفجيج والقورارة ووادي الساورة.

وتثبت إحصاءات سنة ١٨٨٢ أن لزاوية كرزاز ٢، ٩٢٤ من الإخوان، و ٦٢ مقدما في إقليم وهران، ولا شك أن لها أتباعا أيضا في شرق المغرب والجنوب الجزائري، لأنها كانت مهتمة بحماية قصور (قرى) الصحراء والتجار، أما إحصاء سنة ١٨٩٧ فيثبت لها حوالي ثلاثة آلاف من الإخوان، و ٧٨ مقدما، واحصاء سنة ١٩٠٦ لا يضيف جديدا لعدد الإخوان، ولكن يذكر أنها تشرف على حوالي عشر زوايا أخرى.

...

ولا نكاد نضيف جديدا عما قلناه في الجزء الأول عن الزيانية (١) بالقنادسة، عدا أننا نبدأ هنا من حيث انتهينا هناك، وبعض التفاصيل عن السلسلة والذكر لهذه الطريقة، فالسلسلة الزيانية تمر بعدد من العلماء والصالحين، أمثال أبي مدين شعيب، وأبي الحسن الشاذلي، ومحمد بن ناصر الدرعي، أما الذكر فإن الزيانية تمارس أذكار الشاذلية مع بعض التغيير، على هذا النحو: الاستغفار مائة مرة عند الفجر، والصلاة على الرسول (صلى الله عليه وسلم) مائة مرة (بهذه الصيغة: اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه وسلم). والتشهد ألف مرة، والتسبيح مائة مرة، وذكر اسم الجلالة ألف مرة، كما أن بعض أتباعها يقرأون الوظيفة الزروقية أيضا.

وقد عرفنا أن مؤسس هذه الزاوية والطريقة هو الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن بوزيان، المتوفى سنة ١١٤٥ (١٧٣٣) على الأرجح، وأن هناك مصادر تناولت حياته بالتفصيل اعتمدنا على بعضها، سيما كتاب (طهارة الأنفاس) لمصطفى بن الحاج البشير الذي قدمه ولخصه أوغست كور، المستشرق الفرنسي، وكنا قد ترددنا حول عصر المؤلف (مصطفى بن الحاج البشير) ولكننا


= ص ٥٠٢، وقارو، مرجع سابق، ص ١٦٦.
(١) نشير إلى أننا ذكرنا في الجزء الأول أن عبد الرحمن الكرزازي المعاصر لأبي زيان هو (مؤسس) زاوية كرزاز، والصواب أنه أحد شيوخها فقط وأحد خلفائها، أما المؤسس فقد عرفنا أنه أحمد بن موسى وأنه توفي سنة ١٠١٦ (١٦٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>