للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عرفنا هذه المرة أنه من أوائل هذا القرن إذ أنه كان حيا سنة ١٩١٥، وبذلك يكون قد عرف السيد (كور Cour) شخصيا لأن هذا كان أستاذا في مدرسة تلمسان عندما اطلع على كتاب (طهارة الأنفاس) وعرضه (١). وقد جاءت المعلومات التي عرضها السيد كور عن حياة بوزيان وزاويته بعد عدة سنوات من تأليف كل من رين وكوبولاني وديبون عن الطرق الصوفية، ومنها الزيانية (٢). أوصى بوزيان بالخلافة لأحد أبنائه، وهو محمد الأعرج الذي أورثه سره وبركته الصوفية، وأمر أتباعه بطاعته، واتجه الشيخ محمد الأعرج نحو التعليم والدعوة للطريقة والدين، واشتهر أمره، ومدحه بعض الشعراء أمثال محمد بن الحاج التلمساني، وقد توفي الشيخ الأعرج سنة ١١٧٥ (١٧٦١). ثم تتابع الخلفاء فكان أبو مدين بن محمد الأعرج، وهو الذي بنى جامع القنادسة، كما بنى منارة الزاوية هناك وأخرى لزاوية فاس، وتعاطى أبو مدين التجارة وأصبح من الأثرياء، وهو الذي قيل فيه إنه زاوج بين الدنيا والآخرة، وقد توفي سنة ١٢٠٤ (١٧٩٠). وخلفه محمد بن عبد الله بن أبي مدين، وتوفي هذا سنة ١٢٤٢ (١٨٢٦). وكان الخلفية الرابع هو أبو مدين بن الخليفة السابق (محمد بن عبد الله). وكان أديبا وشاعرا أيضا إلى جانب الفقه والتصوف، وقد توفي سنة ١٢٦٨ (١٨٥٢).

وأظهر الخليفة الخامس، محمد المصطفى، عطفا خاصا على الفقراء والأيتام، وتوفي سنة ١٢٧٥ (١٨٥٨) (٣). والخليفة السادس هو مبارك الذي


(١) حصل (كور) على نسختين من الكتاب إحداهما نسخة الزاوية الزيانية، والثانية نسخة قدمها له السيد محمد نهليل، وهو أحد المترجمين العسكريين الجزائريين، وكان عندئذ في بني عباس بغرب البلاد، انظر عنه فصل الاستشراق، ومقالتنا (المترجمون الجزائريون وافريقية) في مجلة الثقافة، ١٩٩٦.
(٢) نشر كور دراسته في (مجلة العالم الإسلامي). R، M، M، سنة ١٩١٠ على حلقتين، الأولى، نوفمبر، ص ٣٥٩ - ٣٧٩، والثانية ديسمبر، ص ٥٧١ - ٥٩٠، أي بعد ربع
قرن من ظهور دراسة رين، وثلاث عشرة سنة من دراسة ديبون وكوبولاني.
(٣) يذكر (رين) ص ٤٠٨، تواريخ أخرى لبعض الخلفاء فيقول إن أبا مدين، الخليفة G، A الرابع، توفي سنة ١٢٧٠ (١٨٥٣). وأن أخاه محمد بن محمد توفي سنة =

<<  <  ج: ص:  >  >>