للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم يبق إلا تسعة أشهر ثم ترك شؤون الزاوية لأخيه محمد بن عبد الله (توفي مبارك سنة ١٨٦٧/ ١٢٤٨). وهو (محمد) الذي يقول عنه رين أنه هو المتولي عند كتابة كتابه سنة ١٨٨٤، وقد طال عهد محمد بن عبد الله إلى سنة ١٣١٢ (١٨٩٥). ويدعى أيضا محمد بن بوزيان - على اسم جده - ابن محمد المصطفى، وهو الخليفة السابع في السلسلة، أما الثامن فيها فهو إبراهيم بن محمد بن عبد الله، الذي كان على رأس الزاوية عندما كتب عنها كل من ديبون وكوبولاني (١٨٩٧) وكذلك كور (١٩١٥). وهو الذي انتهى به كتاب (طهارة الأنفاس) المشار إليه.

وتتحدث المعلومات الفرنسية عن الطريقة الزيانية بأنها تقدم خدمات كبيرة في ناحيتها، سيما وقت الاضطرابات، والخليفة يذهب سنويا إلى القبائل المجاورة والأعراش للتفتيش وجمع الزيارات، ويعتبرها الفرنسيون طريقة متسامحة، وهي تسهل حركة القوافل والتجارة، وتقدم زواياها الضيافات للعابرين، وهي تؤوي المهزومين والهاربين، وتتدخل للصلح بين الناس، لقد سمح شيخ الزاوية بلجوء أعداء فرنسا عنده ولكنه لم يشجع على الثورة ضدها، وهي (الطريقة) تحافظ على العلاقات مع فرنسا بدون توتر، حتى أن أول الخارجين عن ثورة بوعمامة سنة ١٨٨١ كانوا هم أتباع الزيانية والتجانية بعد أن كانوا قد انضموا إلى الثورة، وتذكر المصادر الفرنسية أن الزاوية الزيانية قدمت الشعير وحيوانات الذبح إلى بعثة الجنرال (وينفين) في وادي قير سنة ١٨٧٠، وكان الجنرال في حاجة ماسة إلى ذلك، ولكنها كانت تواجه منافسة من طرق أخرى هناك مثل الطيبية والدرقاوية والشيخية (١).

ومن الفوائد التي جناها الفرنسيون من زاوية القنادسة تأييدها لهم أيضا في حربهم ضد ألمانيا سنة ١٩١٤، فقد بعث الشيخ وصية إلى كافة أتباعه


= ١٢٧٢ (١٨٥٥). ونحن نميل إلى التواريخ المذكورة في كتاب (طهارة الأنفاس) كما عرضه (كور) لاعتماده على مصادر الزاوية.
(١) رين، مرجع سابق، ص ٤٠٨، وديبون وكوبولاني، مرجع سابق، ص ٤٩٩ - ٥٠٠،

<<  <  ج: ص:  >  >>