للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآخر، أما بعد إعلان الحماية على المغرب كله سنة ١٩١٢ فالعلاقات قد اتخذت طابعا آخر بين الطريقة الطيبية والفرنسية (١).

معظم انتشار الطريقة الطيبية في الإقليم الوهراني، ولكن لها زوايا وأتباع حتى في أقاليم الوسط والشرق والجنوب، والإحصاءات تعطي لها أرقاما مختلفة ومتباعدة خلال حوالي عشر سنوات، فبينما تعطيها إحصاءات ١٨٨٢ عدد ١٥، ٧٤٤ من الإخوان تعطيها إحصاءات ١٨٩٧ عدد ٢٢، ١٤٨ إخوانيا، أما الزوايا فالإحصاء الأول يعطيها عشرين زاوية في الجزائر كلها، (١١ منها في ولاية وهران عندئذ) بينما يعطيها الإحصاء الثاني ثماني زوايا فقط في مجموع القطر، ويذكر لها الإحصاء الأول من المقدمين ٣٠١، بينما الإحصاء الثاني يذكر ٢٣٤ فقط، كما يذكر لها الإحصاء الأخير مائة شاوش و ١٢٨ طالبا بالمصطلح الصوفي، وليس للطيبية شيوخ في الجزائر، لأن الشيخ الرئيسي هو شريف وزان (٢).

بقي أن نذكر أن الطيبية تعرف أيضا في المغرب الأقصى باسم (التهامية). كما نشير إلى أن عبد السلام كان رقم ٤١ في سلسلة البركة الصوفية، وأن ابنه الذي كان موجودا إلى سنة ١٩٠٦ على رأس الزاوية، وهو العربي بن عبد السلام، يعتبر رقم ٤٢ في نفس السلسلة.

وظلت الصلة قائمة ومتينة بين الفرنسيين ورجال الطريقة الطيبية، وازدادت متانة بزواج أحد مقدميها بامرأة فرنسية سنة ١٩١٢، وهذا المقدم اسمه إبراهيم بن عبد الجليل، شيخ زاوية مولاي الطيب في دلبول بالجنوب الوهراني، فقد تزوج من ابنة مدير الضرائب التي كانت تقطن سانت إيتيان (فرنسا). وكان ذلك أثناء سياحة له هناك حسب تعبير


(١) عن تطور الحلاقات بين السلطات الفرنسية والطرق الصوفية منذ الحرب العالمية الأولى انظر لاحقا.
(٢) عن هذه الإحصاءات انظر رين، مرجع سابق، ٣٨٤، وديبون وكوبولاني، مرجع سابق، ص ٤٨٩،

<<  <  ج: ص:  >  >>