للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آخر، وهو أن عدد المقدمين متفوق في الإقليم الغربي (١٨٥ مقدما) بينما هو ينخفض في الشرق (٥٢) والوسط (٣١). أما عدد الزوايا فأكثره في قسنطينة (١٨ زاوية) وسبعة فقط بين وهران والجزائر (١). أما إحصاء سنة ١٨٩٧ فيذكر الدرقاوة فقط وعلى هذا النحو: ٩، ٥٦٧ من الإخوان، و ١٣٤ من الطلبة و ٩ من الشيوخ، و ٧٢ من المقدمين، بالإضافة إلى عشر زوايا (٢).

وهناك طريقة درقاوية أخرى تسمى طريقة الشيخ البودالي، وكانت زاويتها في بلدية فرندة، وكذلك زاوية زقزل التي تنتمي للدرقاوية رغم أنها تبدو مستقلة عن مختلف الطرق، والأخيرة أسسها مولاي أحمد بن محمد الينبوعي (من جهة البحر الأحمر). ويذكرون أنه شريف من الأدارسة، ومن قصصه أنه جاء إلى تلك الجهة على حمار، وكان خطاطا ونساخا للكتب، وأن أحد شيوخه قد نصحه بالتوجه نحو الغرب (؟). وقد نزل في وادي زقزل وأقام خلوته في أولاد إبراهيم، وتزوج من ابنة أحد المرابطين هناك، اسمه محمد بن يعقوب، وربما عاش الينبوعي إلى سنة ١٨٤٢ (١٢٥٥). وترك سبعة أولاد، منهم بوشطة الذي لقيه بعضهم سنة ١٩٥٩، وانتشر أولاده في الأرض وكونوا أيضا زوايا، وكانوا يقولون إنهم مستقلون وغير منتمين إلى أية طريقة، رغم أن لهم سلسلة في الخلوتية وأخرى في التجانية أيضا، ويقولون عن أنفسهم إنهم حمدانيون (نسبة إلى جدهم أحمد، لكن النسبة الحقيقية هي أحمديون) وقد أصبحت زاويتهم الأصلية تعرف بالصديقية نسبة إلى الصديق أحد أبناء أحمد الينبوعي، وكان رئيس الزاوية سنة ١٩٠٩ هو الهاشمي بن الصديق.

ولزاوية زقزل سلسلة، كما قلنا، وأوراد، ومن أورادها التعوذ بالله عشر مرات، والبسملة مائة مرة، والاستغفار مائتي مرة، والشهادتان مائة مرة، والصلاة على الرسول (صلى الله عليه وسلم) مائتي مرة، وذكر آخر (٣) مائة مرة (معناه أن المؤمنين هم


(١) رين، نفس المصدر، ص ٢٦٤.
(٢) ديبون وكوبولاني، مرجع سابق، ص ٥١١.
(٣) لعله هو الآية الكريمة {الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ... الآية}،

<<  <  ج: ص:  >  >>