للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم تولى الطريقة محمد ظافر المدني الذي وصلت المدنية في عهده أوج سمعتها، ولد محمد ظافر في مصراته سنة ١٨٢٨ (١٢٤٤). وتربى في مسقط رأسه، وحفظ القرآن الكريم، وبعد ذلك ارتحل إلى القاهرة ثم الحجاز وأخذ العلم فيهما واختلط بالطرق الصوفية وعاش الأحداث السياسية التي كانت - تخض المنطقة، والتقى بالشيخين إبراهيم الرياحي ومحمد بن علي السنوسي، ثم ارتحل إلى اسطانبول عاصمة الدولة، ولقي الأمراء، وقابل سلاطين الوقت من عبد العزيز إلى عبد الحميد، وقد حضر جلوس السلطان الأخير سنة ١٨٧٦، واعتقد السلطان نفسه في طريقته الشاذلية/ الدرقاوية، وأعانه هذا السلطان فأقام له زاوية (تكية) في اسطانبول، وهي الزاوية التي دفن فيها بعد ثمانين سنة من العمر (سنة ١٩٠٣/ ١٣٢١). وقد ترك محمد ظافر أربعة عشر ولدا عدا البنات (١). وهناك رواية أخرى ذكرها (مارتن لانغز) وهي تفيد أن محمد ظافر المدني (بن محمد بن محمد حسن بن حمزة ظافر المدني) كان قد خرج من المدينة سنة ١٨٠٧ واتجه غربا فاجتمع بالمغرب الأقصى بشيخ الطريقة محمد العربي الدرقاوي وبقي عنده تسع سنوات في بني زروال (زاوية بوبريح) وأخذ عنه الطريقة، ثم أمره الدرقاوي بالرجوع إلى المدينة، وبعد ثلاث سنوات رجع المدني إلى المغرب وبقي فيه خلال الشهور الأخيرة من حياة شيخه وحضر وفاته ثم رجع إلى المدينة، وفي طرابلس (حوالي ١٨٢١) التف حوله الناس ودخلوا طريقته الجديدة (الدرقا وية/ ١ لمدنية) (٢).

ويتبين من ذلك أمران على الأقل: صلة الطريقة المدنية بالشاذلية، وصلتها بسياسة الدولة العثمانية، وتدعى المصادر الفرنسية أن محمد ظافر


(١) (الأعلام الشرقية) ٣/ ١٢٥ - ١٢٧، ويذكر هذا المصدر أن من مصادر المدنية أيضا: تقويم جريدة (المؤيد) لسنة ١٣٢٢، وكتاب (النفحة العلية في أوراد الشاذلية) ل عبد القادر زكي، وما كتبه أيضا إبراهيم المويلحي عنها.
(٢) مارتن لانغز (الشيخ أحمد العلوي). بيروت، ١٩٧٩، ص ٦٩ - ٧١، وهو يروى عن (الأنوار القدوسية في طريق الشاذلية). اسطانبول، ١٨٨٤،

<<  <  ج: ص:  >  >>