للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تجاوزوا المائتي ألف، وإنهم كانوا في مختلف أجزاء العالم، وادعت أنه زار عدة بلدان شرقية وأنه تغرب حوالي عشر سنوات، ولكن هذا الادعاء لم يثبت أبدا، لأن الشيخ لم يخرج إلا إلى تونس وطرابلس واسطانبول قبل الحرب العالمية الأولى وفي زيارة خفيفة لكل منها، أما بعد هذه الحرب فقد زار باريس، ثم أدى فريضة الحج سنة ١٩٣٢، وخلالها زار أيضا سورية وفلسطين، وقد أكد عرفاؤه، أمثال الشيخ محمد الهاشمي الدرقاوي (الذي كان بدمشق منذ هجرته إليها سنة ١٩١١). هذه المعلومات عن أسفار ابن عليوة ونفى غيرها تماما (١).

ومن المواقف المتناقضة أحيانا مقاومة ابن عليوة للتنصير في الجزائر وغيرها، ولكنه في نفس الوقت كان يدافع عن التنصير ضد الحملات المعادية، ومن رأيه، كما قيل، إنه ليس كل المبشرين بالنصرانية أدوات سياسية للدول التي أرسلتهم، وكان ابن عليوة قد وقف ضد الحركة الإصلاحية التي هاجمت المرابطية ولا سيما الممارسات التي كان يقوم بها أمثاله، فكان رده الشخصي بصفة عامة غير عنيف، ولعله ترك العنف لغيره، والمعروف أنه التقى بابن باديس في حفلة أثناء إحدى جولاته (ابن باديس) ناحية مستغانم، ١٩٣١، ولكن ابن عليوة صرح بأن الخطر على الإسلام يأتيه من بعض المسلمين، ولاشك أنه يقصد بذلك جمعية العلماء ورجال الإصلاح، مستشهدا بالآية {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا: إنما نحن مصلحون}، وبناء على وصف المعاصرين فقد كان الشيخ محافظا: فهو ضد الحركات المعادية للأديان كالشيوعية، وضد التفرنج والتزي بالزي الغربي وتقليد العادات الأوروبية، ووقف كذلك ضد التجنس بالجنسية الفرنسية للمسلمين، وهو مطلب كان يطلبه أنصار الاندماج، وقد


(١) نفس المصدر، ص ٧٦، ذكر علي مراد (الإصلاح الإسلامي). ص ٧٥ - ٧٦، أن بيرك وإيميل ديرمنغام وتيتوس بوركارت، بالإضافة إلى لانغز، قد اهتموا بابن عليوة وأحاطوه بهالة خاصة، وربما لأن ابن عليوة كان يمثل في نظرهم مركزية مسيحية - إسلامية، أما المصلحون فقد اتهموه بالزندقة والإلحاد والشعوذة،

<<  <  ج: ص:  >  >>