للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد تناول الأجانب أيضا الطريقة التجانية مثل دو فيرييه ورين وديبون وكوبولاني، كما صدرت ردود عليها متهمة إياها بالانحراف الديني والصوفي وبالزندقة وحتى بالكفر، بالإضافة إلى دراسات جامعية عن دور هذه الطريقة في السينيغال وغرب إفريقية، وهكذا ترى أنه ليس من السهل دراسة التجانية لأنها ليست طريقة ساكنة مت عبد، مثل بعض الطرق الروحية المجردة، وليست من الطرق المتحركة التي تواجه الانتصارات والهزائم، ولكنها من الطرق الساكنة والمتحركة في نفس الوقت والعاملة ضمن مساحة جغرافية عريضة، يهمنا منها نحن هنا مساحة الجزائر فقط.

ونحب أن نبين نقطتين قبل المضي في الحديث عن التجانية وتطوراتها، الأولى صوفية، والثانية عسكرية، ونعني بالنقطة الصوفية أن الشيخ المؤسس قد أخذ عدة طرق قبل أن يستقل بطريقته، فقد أخذ القادرية عن مقدمها في فاس الشيخ محمد بن حسن، والطيبية عن مؤسسها مولاي الطيب نفسه، والرحمانية عن مؤسسها أيضا الشيخ محمد بن عبد الرحمن الأزهري في آيت إسماعيل، والناصرية عن الشيخ محمد بن عبد الله التزاني، والحبيبية عن المقدم أحمد الحبيب الصديقي، كما أخذ المدنية عن محمد بن عبد الكريم السمان، في المدينة المنورة، والخلوتية عن محمود الكردي العراقي في القاهرة، وأخذ عن شيوخ اخرين طريقتهم مثل أحمد الطواشي بتازة، وعبد الصمد البوجوري بتونس، وأحمد بن عبد الله الهندي بمكة المكرمة، ولعله أخذ أيضا عن شيوخ الشاذلية، ونلاحظ أن بين الرحمانية


= تلاميذه في الطريقة وزملائه والمعجبين به، مثل علي حرازم، وقد أخذ عنهم كتاب التراجم اللاحقون سيرته مثل: (الإعلام) لعباس بن إبراهيم، و (شجرة النور) لمحمد مخلوف، و (حلية البشر) للبيطار، و (سلوة الأنفاس) لمحمد جعفر الكتاني، ومن المراجع التي لم نطلع عليها كتاب (تاريخ) أبي الحسن علي بن أبي القاسم الرزقي، مقدم التجانية بتونس العاصمة، وقد اعتنى بجمعه ابنه محمد الطاهر في أوائل القرن الرابع عشر، وهو موجود في زاوية تماسين ومخطوط في عدة مجلدات، ذكره صاحب (أضواء). وترجم له أيضا صاحب (تعريف الخلف). ٢/ ٣٨ - ٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>