للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يمكن انتهاكه (١).

وللتجانية مبادئ خاصة، مثل بعض الطرق الأخرى، ولكنها تختلف عنهم في التضييق على التابع وإلزامه بالبقاء فيها إذا اختارها وعدم الدخول في أخرى وهو فيها (٢). كما أن مسألة إعطاء الورد ليست سهلة عندها، بالإضافة إلى أن هناك درجات في ترديد الذكر وشروطا في التصويت به، وفي الحضرة والزيارة، وغير ذلك، فهم يقولون عن التجانية إنها تؤمن بأن عقاب الله وحتى الموت، سيحل بمن تخلى عن الورد بعد أخذه، وأنه لا يمكن لأتباع طريقة أن يأخذوا ورد التجانية إلا إذا تخلوا تماما عن طريقتهم السابقة وأن يعدوا بعدم الرجوع إليها أبدا، وقد لفتت العبارات الأخيرة أنظار الباحثين، لأنها قيد كبير في عنق الأتباع ومخالفة لما سارت عليه معظم الطرق الأخرى، وهو الجمع بين طريقتين أو أكثر، ولعل هذا المبدأ مستنتج من أخذ الشيخ التجاني نفسه عن الطرق الأخرى أول مرة ثم التخلي عنها تماما واتباعه الرسول (صلى الله عليه وسلم) مباشرة، كما زعم.

ومن تعاليم الطريقة التجانية أنه لا يمكن لأحد إعطاء الورد إلا برخصة من الشيخ الأكبر - شيخ الزاوية الأم - حامل البركة، ويفهم من هذا أن الإخوان لا يمكنهم وحدهم أن ينتخبوا المقدم، كما تفعل الطرق الأخرى، وأن الشيخ الأكبر هو وحده المرجع في تعيين الشيوخ، ومن ثمة تظهر هذه المركزية الشديدة في الطريقة التجانية، ولعل ذلك راجع إلى عدم تعددية شيوخها (زاويتان رئيسيتان لكن بالتبادل). ويلاحظ القارئ أن الرجوع في


(١) دو فيرييه، مرجع سابق، ص ٣٠٨.
(٢) جاء في (رسالة الشرك) لمحمد مبارك الميلي أن التجانية يبالغون في الإنكار على من فارق طريقتهم إلى طريقة أخرى، وفكر أنه رأى كتابا ألفه أحد التجانيين وحكم فيه بردة من فارق الطريقة، وعنوان الكتاب هو (تنبيه الناس على شقاوة ناقضي بيعة أبي العباس). ولم يذكر الميلي من هو المؤلف ولا ما إذا كان الكتاب مطبوعا. وأبو العباس في العنوان كنية أحمد التجاني، انظر (رسالة الشرك). ط، ٢، ١٩٦٦، ص ٢٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>