للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالإيمان المغلظة، ووضع ختمه الخ، ولو علموا ما في الصدور لما تعهدوا أمام مواطنيهم طالبين منهم السلم (والصلح خير) ولما أوقعوا بأنفسهم في هذه الورطة أو الغلطة، يقول النداء: (إلى إخواننا المسلمين في البلدان والقرى من عرب وأتراك وقبائل ... أما بعد اعلموا .. أن الجلنار، السر عسكر (١)، الذي ملكه الله بلادنا بحكمه النافذ وتقديره السابق (٢)، قد علمنا منه وتحققنا أن خروجه إلى ناحيتكم لم يكن بقصد حرب ولا قتال، وإنما هو بقصد الاستيلاف (٣) والتفرج وإعانة الضعفاء، وأنه يسالم من يسالمه، ويحسن إلى جميع من لقيه بغير سلاح، ويعطي ثمن كل ما يشتريه، ممن يأتيه به بثمن يرضيه، وأعطانا عهد الله وميثاقه على ذلك بإيمان مغلظة بحيث لم يبق لنا شك في ذلك، قال الله تعالى: {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها، وتوكل على الله}. ونصيحتنا لجميعكم هي أن تجنحوا إلى ما أمر الله، وصونوا دماء المسلمين، ونحن نضمن لكم أن لا يعتريكم منه في خروجه هذا ما يضركم، لا فرق في ذلك بينكم وبين من بالمدية، فإنه آمن على نفسه وبلاده وعساكره ما لم يتعرض لمكروه، فأما من شهر السلاح وأراد الحرب منكم فوباله على نفسه (٤). والسر عسكر مجبور (عندئذ) على مدافعته ومقابلته بالحرب، (والصلح خير). وكل حد (أحد؟) مقرر على دينه (٥) وأملاكه وما تحت حوزه، وهذا ختمه وطابعه مقرر لما أعلمناكم به) (٦).


(١) الجلنار هو الجنرال أو اللواء. والسر عسكر هو القائد العام للجيش.
(٢) هذا التعبير فيه استخذاء وتواكل، ويعني أن الله تعالى قدر بأن تقع الجزائر في أيدي الفرنسيين، إنه (مكتوب). كما أصبح التعبير الشائع، فلا داعي للمقاومة.
(٣) كذا (الاستيلاف) وليس لها معنى إلا كونه يريد البيع والشراء أو نحو ذلك، أما الاستيلاف من السلفة فليس لها معنى هنا.
(٤) لقد حارب أهل متيجة والبليدة واعتبروا خروج القائد الفرنسي دون الاتفاق معهم حربا عليهم، انظر كتابنا (محاضرات في تاريخ الجزائر).
(٥) كذا النص، والتعبير الفقهي هو (وكل واحد مقر على دينه الخ ..) أي كل فرد باق على دينه .. ولعل هناك خطأ في النقل أو في الطبع.
(٦) عبد الحميد زوزو (نصوص ...) ص ٥٧ - ٥٨، والنص مطبوع وموجود في المكتبة الوطنية بباريس، ١٣١٩ - ٨، L.K.

<<  <  ج: ص:  >  >>