للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلنا، وكان يرافق الحجاج وفد من الأطباء أيضا، ولا يخلو التنظيم من التجسس على الحجاج وأفكارهم من جهة والتجسس على حالة المسلمين في الحج من جهة أخرى، فقد كانت دائما وراء الحج الإسلامي حاجة فرنسية.

وخلال هذه التنظيمات المختلفة للحج السياسي، لا نعلم أن رجال (الهيئة الدينية) قاموا بأي دور أو دعوا إلى أن يلعبوا في ذلك دورا، فلم يتدخلوا في منع الحج أو الترخيص به، ولم يترأسوا بعثة دينية في الحجاز أو كان منهم (أمير للركب) كما كان الحال في الزمن القديم، نعم، لقد حج بعض المفتين والأئمة والقضاة منذ القرن الماضي، ولكنهم حجوا كأفراد عاديين، وكان عليهم في القرن الماضي أن يتخلوا عن وظائفهم قبل الحج، وقد بقي أحد الموظفين عدة سنوات في المشرق قبل رجوعه،) ذا رجعوا فإنهم لا يجدون مكانهم في السلك الديني تلقائيا، وكان بعضهم لا يرجع أصلا، كما عرفنا، وقد استمرت السياسة الفرنسية نحو الحجاج خاضعة للمصالح السياسية والاقتصادية ودون مراعاة لمصالح الجزائريين، إلى عشية الثورة، ففي ١٩٥١ كانت الإدارة ما تزال تهتم بحجيج الأعيان، رغم أن الإعلان الرسمي ذكر أن الحجاج بلغوا في تلك السنة ١، ٦٢٠ (١).

...

هذا عن الحج، أما عن الصوم، فإن شهر رمضان المعظم كان يتخذ


= الحجاج الرسميين فقط، أما عامة الحجاج فلا نعرف عنهم شيئا، وربما منعتهم السلطات الفرنسية من الحج بتعلات معروفة، انظر أيضا: دي لاشاريير (إفريقية الفرنسية). إبريل ١٩٣٩، وقد تحدث في مقالة له عن الاستقرار في الجزائر عشية الحرب الثانية، ودور (أصدقاء فرنسا) في المغرب العربي، والحج على الباخرة (سيناء). أما عن قدور بن غبريط (عميد وإمام جامع باريس) فلينظر كتاب (أعيان المغرب الأقصى). قوفيون ١٩٢٦، ص ٢٦٠، انظر سابقا.
(١) ماسينيون (الحولية). مرجع سابق، ١٩٥٤، ص ٢٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>