للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمبراطور أن يغرق أمام مدينة الجزائر. وبوقدور هو أحد الأولياء الأربعة الذين أنقذوا الجزائر بإثارة العاصفة حسب الأسطورة، وأما الأولياء الآخرون فهم: ولي دادة، وأبو التقى (سيدي بتقا) وسيدي يوسف الزنجي. ويقول ديفوكس إن مسجد سيدي بوقدور (المكتب) ما يزال بأيدي المسلمين في عهده. وأنه يقع في شارع كليبر (١).

٩٣ - جامع سفير: هذا من المساجد التي تحدثنا عن أصلها في الجزء الأول من هذا الكتاب، وقلنا إن أصله يرجع إلى إحسان عبد الله صفر، الذي أعتقه خير الدين باشا (بربروس)، وأن الاسم تحول شعبيا، من صفر إلى سفير، وأن تاريخ تأسيسه يرجع إلى سنة ٩٤٠ (١٥٣٤). ولكن ديفوكس وأمثاله يقولون إن الجامع كان تفضلا وكرما من عبد كان مسيحيا واعتنق الإسلام وسمي بالقائد صفر بن عبد الله. وإن هذا الرجل قد درس الإسلام وأتقن اللغة العربية، وكان من حفظة القرآن الكريم.

والذي يعنينا اليوم هو أن هذا من الجوامع التي أبقاها الاحتلال تحت اسم (جامع سفير) ربما لرائحة المسيحية في أصله، كما زعموا. وسيرد اسم الجامع لاصقا ببعض أسماء رجال الدين الذين توظفوا فيه أثناء الاحتلال مثل الشيخ محمد بن مصطفى خوجة المعروف بالكمال. وقد قام الداي حسين أيضا تجديده وتوسيعه سنة ١٨٢٦ (٢). وكان يقع في شارع كليبر، الذي لا يتناسب مع اسم الجامع ولا تاريخ صاحبه في الجهاد. ويقول ديفوكس إن


(١) ديفوكس، ٢٤٠. وولي دادة هو الذي تنسب إليه الأسطورة الدور الرئيسي في إثارة العاصفة ضد أسطول شارلكان. وكانت له أوقاف ضخمة وزاوية هامة، وكان حيا زمن الحملة، وكان يتمتع بسر خاص لدى الجنود المتوجهين للجهاد والغزو. وكان ضريحه يقع قرب دار القنصلية الفرنسية. انظر فصل الزوايا. وكذلك كلاين، ص ١٦٠.
(٢) يقول كلاين إن الذي جدده هو الداي بابا حسن سنة ١٧٩١ قبل الداي حسين باشا. كلاين ص ١٥٥. ويذكر أن إمام جامع سفير في وقته (١٩١٤ - ١٩٣٧) هو الشيخ القميشى (؟).

<<  <  ج: ص:  >  >>