للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكلها من النوع الكبير. ومن المساجد المالكية التي بقيت إلى وقته الجامع الكبير وجامع سيدي رمضان. ومن المساجد الحنفية الجامع الجديد وجامع سفير. وقد ذكر تقريبا نفس القائمة التي جاء بها ديفوكس ولكن بدون تفصيل. ولاحظنا عليه أنه أوردها مع ذكر شوارعها للتاريخ. وفيها أسماء لم تمر بنا حتى الآن، مثل جامع سيدي هلال، وجامع الديارم، ومن ال ٨٩ مسجدا مالكيا ذكر ٤٨ من الجوامع الكبيرة. والباقي، وهو ٤١، عدها من الصغيرة. وقد أورد تقسيمات أخرى للمساجد حسب الأحياء قال إن معظمها كان في القصبة ثم باب الواد: ٨ في القصبة، ٦ في باب الواد، ٦ في باب عزون، ٥ في ساحة الحكومة، ٤ في الباب الجديد، ٤ في شارع شارتر، ٣ في شارع القناصل، ٣ في شارع ميدي، الخ. ثم تتوزع الباقيات على الأحياء الأخرى. ومن المساجد الحنفية التي لم يمر اسمها بنا جامع المقرين، وجامع اسطاويلي (١).

وهناك مساجد أخرى لم يشر إليها السابقون، وإنما وجدنا إشارات إليها في مؤلفات أخرى عرضا. من ذلك المسجد الذي حوله الفرنسيون إلى كنيسة تسمى (سان فيليب) ولا ندري الآن ما اسمه الأصلي. فقد جاء في أحد المؤلفات أن وزير المعارف منح أحد المساجد إلى النساء فسمي كنيسة سان فيليب. ويذكر هذا المصدر قصة غريبة وهي أن الوزير المذكور (طلب) من المفتي الجزائري التنازل عن الجامع، فأجابه المفتي جوابا يدل على التسامح اللامتناهي أو على فهم عميق للدين أسمى من فهم فلاسفة الفرنسيين المتمردين، إذ قال المفتي المغلوب على أمره: إنك أيها الوزير تطلب منا معبدا (مسجدا) لتؤدي فيه عبادتك. يمكنك أخذه إذن، فاعبد فيه الله الذي هو إلهنا أيضا (٢).


(١) أشيل روبير، (روكاي، ١٩١٨)، مرجع سابق، ٢٣٩ - ٢٤٣. وآشيل هذا هو الذي رد عليه الشاعر محمد العيد آل خليفة بقصيدته المعروفة بعنوان (ما بال آشيل يهذي؟) بعد أن تعرض آشيل للإسلام، ويبدو أن الشيخ ابن باديس قد بادر بالرد عليه وتبعه الشاعر.
(٢) جاكلين بيلي Bayle (عندما أصبحت الجزائر فرنسية ..)، ٢٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>