للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي سنة ١٩١٣ كتب جورج ايفير، المتخصص في تاريخ الاستعمار والأستاذ بجامعة الجزائر، عن المساجد التي عانت من الاحتلال بناء على الوثائق المعاصرة. وقد لاحظ أن بعض المساجد حولت إلى كنائس كاثوليكية، وأن بين خمسة وستة مساجد أصبحت مخازن، وإن من بين ال ٨٠ (ثمانين) مسجدا وزاوية التي كانت بالعاصمة سنة ١٨٣٠ هدم منها ستة وستون بين ١٨٣٠ - ١٨٣٢ فقط. وأن هناك مسجدا سلم سنة ١٨٣٢ إلى السيد لكروتز ليصنع فيه الأسرة العسكرية. ونحن نجد أصداء لذلك في كتاب (المرآة) لحمدان خوجة وكتاب بيشون المسمى (الجزائر سنة ١٨٣٢) (١).

ولو وقفت الحكومة الفرنسية موقفا واحدا من الأديان لقيل عنها إنها لائكية أو ثورية/ جمهورية، أو ماسونية، أو نحو ذلك، ولكنها في الوقت الذي كانت فيه تعمل الفأس في بيوت الله الإسلامية، كانت تبني الكنائس على حسابها، (ومن حسابها مال الأوقاف الإسلامية). فقد ذكر أحد المصادر أنها بنت سبعة وثلاثين كنيسة كاثوليكية واثنتين للمذهب البروتيستنتي في الجزائر، قبل ١٨٥٨. ويذكر هذا المصدر أيضا أن الأسقف دوبوش وحده قد بنى من أموال الكنيسة والتبرعات الخاصة ٤٧ كنيسة ومعبدا خلال سبع سنوات. هذا بالنسبة لجالية أوروبية ما تزال صغيرة تقدر ببضعة آلاف فقط. أما المسلمون الذين يقدر عددهم بالملايين فقد بنت لهم الحكومة، ثلاثة مساجد، حسب هذا المصدر. وبدون شك فإن هذه المساجد الثلاثة لم تكن في العاصمة، وكانت من أموال المسلمين (٢).


(١) انظر جورج إيفير (مذكرات حمدان خوجة) في المجلة الإفريقية ١٩١٣، ص ١٣٤. وهو ينقل أيضا عن بيليسييه دي رينو (الحوليات الجزائرية)، ج ١ الكتاب ٩. وبيشون، ج ١ الفصل ٥، الخ.
(٢) بلاكسلي، ٤٤. والمساجد التي بنتها الحكومة توجد في سكيكدة، ودلس، وبوفاريك.

<<  <  ج: ص:  >  >>