للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٥ - سيدي محمد (عبد الله) الشريف، كذلك اختفى بعد تسمية واحدة.

٤٦ - سيدي نقاش، اختفى أيضا، دون الإشارة إلى التسمية لموظفيه.

فأنت تلاحظ كيف آل مصير مجموعة من المساجد بين ١٨٣٧ و ١٨٧٨، أي تاريخ الاحتلال والتاريخ الذي كتب فيه ميرسييه مقالته عن المعالم. ونفهم من بحث الشريف مقناوة أن المساجد المذكورة كانت موجودة سنة ١٨٤٨ بدليل تسمية الموظفين لها في سجل قايد البلاد (١). فخلال ثلاثين سنة (١٨٤٨ - ١٨٧٨) جرت مجزرة كبرى للمعالم الإسلامية في قسنطينة، إضافة إلى الاستيلاء على أوقافها. وهي الفترة التي أحس فيها الفرنسيون أنهم أصبحوا سادة البلاد وأن الشعب الجزائري قد غلب على أمره.

وقبل أن ننهي الحديث عن مساجد قسنطينة نذكر بعض الملاحظات: الأولى هي أن فتح الطريق المعروف بالطريق الوطني (في عهد الفرنسيين) قد أدى إلى هدم العديد من المباني الدينية، ومنها المساجد، وغير الدينية كالمنازل والأسواق. وكان أثره على هذه المباني كأثر ليسي الجزائر على المباني المجاورة له، كما هدم الفرنسيون المساجد التي كانت بقرب دار أحمد باي التي هدموها أيضا وكانوا يسمونها ثكنة الإنكشارية، وكذلك المنازل التي حولها (٢).


(١) الشريف مقناوة (سجل قايد البلاد) في مجلة (روكاي)، ١٩٣٠، ص ٥ - ٧. جاء في المقال أيضا أسماء المساجد الآتية: الجامع الكبير وصالح باي (سيدي الكتاني) ورحبة الصوف وسيدي الأخضر والمناطقي وعلناس. انظر سابقا. ورقم ٤٥ سماه الورتلاني: سيدي أبي عبدالله الشريف، وأبو عبدالله كنية من اسمه محمد. ومن المساجد الأخرى التي ذكرها الورتلاني: سيدي عبد اللطيف (المسبح؟). وسيدي عبد المؤمن، وسيدي عبد الكريم الفكون، وسيدي عمر الوزان (وغيرهم ممن لا يحصى).
(٢) انظر ميرسييه، مرجع سابق (روكاي، ١٨٧٨)، ص ٥٥. وهو يذكر أن الفرنسيين مدوا الطريق الوطني (شارع ابن المهيدي اليوم) ليصل ساحة فاليه بباب القنطرة، وسوق الحبوب مع محطة القطار، وطريق سكيكدة مع طريق باتنة. أما تغيير وجه المدينة فله مكان آخر.

<<  <  ج: ص:  >  >>