والملاحظة الثانية هي أن هذا الهدم والتصرف قد وقع بين ١٨٣٧ و ١٨٧٨. ولا نملك الآن الوثائق التي تتحدث عن الهدم الذي توالى بعد ذلك. أما الملاحظة الثالثة فهي أن أوقاف هذه المساجد كلها قد استولت عليها الإدارة الفرنسية، كما ذكرنا، ومن ثمة حدث الإهمال والاضمحلال للمباني الدينية في غير قسنطينة. والملاحظة الأخيرة هي أن بعض المساجد التي ذكرناها كانت في نفس الوقت جزءا من بناية تضم الزاوية والضريح الخ. كما هي العادة.
...
وبجاية كانت من المدن التي تعرضت هي ومساجدها للتخريب. ولدينا وصف لما حدث لها كتبه شارل فيرو سنة ١٨٥٩، وقد مضى عندئذ على الاحتلال قرابة ثلاثين سنة. وبعد ذلك قد يكون حدث لما بقي من المساجد تخريب آخر أزالها من الوجود. والمعروف أن بجاية قد احتلت سنة ١٨٣٣. ويذكر فيرو أن من بين أحيائها الواحد والعشرين هدم خمسة عشر، أي قبل سنة ١٨٥٩، وهذه هي أسماء الأحياء المهدمة: ١ - البريجة. ٢ - سيدي بوعلي. ٣ - الشرشور. ٤ - القنيطرة (قرب زاوية سيدي محمد التواتي الشهير). ٥ - باب اللوز (خرب جزء منه). ٦ - باب المرقوم (خرب جزء منه وهو مقابل لجبل خليفة). ٧ - غريب بخشى (خرب جزء منه). ٨ - سيدي عبد الحق الإشبيلي المتصوف والعالم الشهير. ٩ - دار الصنعة (سيدي الصديق). ١٠ - عين آمسيون. ١١ - عين يلس. ١٢ - عين بوخليل. ١٣ - سيدي الحيمي. ١٤ - ابن درة. ١٥ - تيغلت (١).
ومن الملاحظ أن سقوط هذه الأحياء والأبواب يؤدي حتما إلى سقوط المساجد والبنايات الدينية المجاورة، لأن لبجاية أيضا قصبتها كالعاصمة، فكان البناء متقاربا ومدعوما بعضه ببعض، فإذا سقط جزء منه تداعى الباقي وسقط مثله.
أما المساجد التي هدمت في بجاية قبل سنة ١٨٥٩ أو حولت عن غرضها فنوجز ذكرها فيما يلي (لأنه ليس لدينا وصف لتاريخ بنائها ولا