للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سيدي الصوف (في يد المسلمين). ٢١. بابا سفيان التسوري. ٢٢. سيدي الصديق (في يد المسلمين). ٢٣. سيدي يحيى القرطبي (في حالة خراب). ٢٤. لاله القوراية في أعلى الجبل الذي يحمل نفس الاسم. ٢٥. جامع السوق (مسكوت عنه) (١).

لقد كان استيلاء الفرنسيين على أوقاف هذه المساجد هو السبب الرئيسي في خرابها. وكان استعمالها أيضا من قبل السلطات العسكرية سببا آخر في إتلافها وإهانتها. وكان لهدم الأحياء المذكورة (واحد وعشرون حيا) أثر كبير على المساجد والأوقاف معا. ثم أدى خروج المسلمين من المدينة ساعة الاحتلال وبعده بسنوات، سيما عند انتفاضة الشريف بوبغلة وغيرها، إلى إهمال المساجد والزوايا مما جعل الفرنسيين يستبدون بها ويعيثون فيه فسادا ولا يراعون لها حرمة. وقد ذهبت معها ثروة من العلم والكتب والكتابات الأثرية والزخارف والفنون المعمارية. ونتوقع أن تكون حالة ما بقي منها بعد ١٨٥٩ قد ازدادت سوءا لغطرسة الإدارة الاستعمارية، سيما بعد ١٨٧٠، مما جعل مدينة بجاية ققد بالتدرج طابعها العربي - الإسلامي وتصبح تقريبا مستوطنة فرنسية.

...

ولم تتأثر مساجد المدن الأخرى بالاحتلال كما تأثرت مساجد المدن التي ذكرنا حتى الآن. فهذه عنابة التي عانت قصبتها أيضا من الاحتلال منذ ١٨٣١، كانت تضم مجموعة من المساجد، وقد تحدث عنها سنة ١٨٨٩ السيد بابييه (٢)، وذكر أنه كان بعنابة حوالي ٣٧ مسجدا. ويهمنا منها هنا مصير هذه المساجد. والظاهر أنها جميعا قد خربت وهدمت نتيجة الإهمال وانعدام مداخيل الصيانة بعد اغتصاب الأوقاف. والمساجد الباقية إلى ١٨٨٩


(١) فيرو، مرجع سابق، ٢٩٩ - ٣٠٢. عن سيدي الصديق انظر سابقا، حي دار الصنعة، لعله هو.
(٢) بابييه Papier (جامع عنابة) في المجلة الإفريقية. R.A، ١٨٨٩، ص ٣١٢ - ٣٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>